للأسف، لكل خروج إعلامي أو بيان تضامني أو غيره، صادر عن جماعة العدل والإحسان، حول الوضعية العامة أو بعض الأحداث المتطرفة التي تعيشها بلادنا، سيلاحظ المتتبع أن علاقة الجماعة بالدولة كعلاقة النبي يوسف مع إخوته، الإخوة هنا يمثلهم أتباع الراحل ياسين.
فالعدل والإحسان تعشق، حتى لو كان العشق حرام، كل المظاهرات والاحتجاجات، وأمنيتها نزول كل المغاربة إلى الشارع، لتندد وتتشفى وتخرج عبارات الفساد والطاغوت ورسائل الخلاص وأنهم شعب الله المختار، مخلص أزمات المغرب، والعامل على نشر الرسالة الحقة.
الجماعة لا تكتفي بالخطب والحث على زرع الفتن بين عامة المغاربة، بل تضع قدمها وترسل أتباعها، من المغلوب على أمرهم، للمشاركة في كل مسيرة أو وقفة احتجاجية مرورا بالتطبيع ووصولا إلى التظاهر الذي عاشته مدينة الفنيدق، يوم الجمعة 5 فبراير 2021، وتجمر بعض شباب المنقطة للاحتجاج على الوضعية الاقتصادية، رغم أن هذا التظاهر جاء مخالف للإجراءات المعمول بها خلال فترة الحجر الصحي، بالإضافة إلى منع التجمهر.
العدل والإحسان والبيان الملغوم
فرع الجماعة بمدينة الفنيدق لم يتردد في إصدار بيان تضامني، مليء بعبارة الحقد للنظام، يدين التدخل الأمني ضد المتجمهرين، واصفا إياه بالعنيف في حق المتظاهرين السلميين، ضاربا بذلك عرض الحائط لكل الإجراءات المتخذة من طرف الدولة، في ضل تفشي وباء كورونا بحيث أن التجمهر ممنوع، أو أن الجماعة لا تعنيها هذه القرارات الإدارية والكل له الحق في فعل ما يشاء، بلغتنا العامية ما نطلق عليه “التقلاز من تحت الجلابة”.
كما طالبت الجماعة بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين، وفي مقدمتهم “ياسين رازين”، عضو جماعة العدل والإحسان، ودعوتها (التي لا يشق لها غبار) من السلطة التخلي عن المقاربة الأمنية.
أولا اعتقال عضو الجماعة، يبقى دليل واضح على تورطهم في المشاركة في هذه المظاهرة، بل وحث الناس للنزول إلى الشارع من أجل الاحتجاج وزرع الفتن، فالجماعة تتنفس بمآسي الآخر وتستقوي بدفع الضعفاء إلى التهلكة، وفي الأخير مهاجمة الدولة والمؤسسات بسبب ما وقع. إن كنا نأسف للوضع الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، فالتدخل الأمني جاء من أجل تفرقة وقفة احتجاجية، وإن كان حق دستوري، لكنها جاءت مخالفة للقانون والوضعية الوبائية التي تعيشها بلادنا.
تعليقات الزوار ( 0 )