أعلن الإرهابي المقيم بألمانيا، محمد حاجب، أنه وضع شكاية رسمية لدى السلطات الألمانية ضد المندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك، وفق ما جاء في تدوينة له على حسابه على “الفيسبوك”، دون أن يذكر موضوع الشكاية أو حيثياتها.
من يتابع مجريات الأحداث في قضية هذا الإرهابي المُحتَضن والمحمي من قبل السلطات الألمانية، وبالتحديد المخابرات الألمانية، سيتأكد أن الخطوة التي أقدم عليها المعني بالأمر، ما هي إلا جزء من سياسة الهروب إلى الأمام التي يحاول نهجها في الآونة الأخيرة، بعدما انكشفت حقيقة نوازعه الإرهابية والدور الذي يقوم به من فوق التراب الألماني ضد المغرب.
كما سيتأكد بما لا يدع مجال للشك أن المخابرات الألمانية هي من أوحت له القيام بذلك، خصوصا وأن المندوب محمد صالح التامك، كان قد كشف مؤخرا عن معطيات خطيرة خلال مروره بالبرنامج الإذاعي الأمريكي الشهير “جو باغز شو”، تخص حقيقة حاجب ومدى تواطؤ السلطات الألمانية في الموضوع، معربا عن استغرابه من موقف برلين من هذا الملف الذي يعكس استراتيجية عامة معادية.
وبقدر ما تعتبر الخطوة التي أقدم عليها حاجب، خطوة حقيرة لا تزيد إلا تأكيدا على عمالته وخيانته للوطن وانخراطه بلا هوادة في مخطط خبيث ضد المغرب ومؤسساته، تبقى خطوة متوقعة، بل وأصبحت نهجا طبيعيا لدى كل أعضاء نادي الطابور الخامس ومن يدورون في فلكهم، بالنظر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها “مواطن” خائن لبلده بمقاضاة مسؤول مغربي داخل دولة أجنبية، تنهج سياسة عدائية ضد المملكة المغربية.
في الواقع، ليس محمد حاجب من انزعج مما قاله المندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك في البرنامج الإذاعي الأمريكي، بل برلين هي من انزعجت وغضبت بعدما فضحها المسؤول المغربي أمام الرأي العام الدولي، وفضح مدى تواطئها في حماية الإرهابيين فوق ترابها لأهداف مشبوهة، ولم تجد وسيلة للرد غير الاستعانة بمن تعتقد أنه سيقوم بهذا الدور على أحسن وجه، متجنبة الظهور في الواجهة.
فكيف لعاقل أن يستوعب أن من يسب ويشتم ويحرض ويقوم بكل ما قد يخطر على بال أحد من أفعال خارج القانون، وسط صمت مطبق للسلطات التي يحتمي بها، هو من يحاول أن يحاضر في الشرف اليوم؟ وكيف لإرهابي لم يتوانى عن بث حقده وضغائنه ضد المغرب ومسؤوليها ومؤسساتها، والدعوة للتخريب والفوضى والقتل، أن يصور نفسه اليوم ضحية مسؤول مغربي، كل ما فعله أنه كشف عورته أمام الرأي العام وفضح الجهات التي تحميه؟.
مسؤول مغربي وطني وغيور على مؤسسات هذا البلد، والذي قدم الشيء الكثير على رأس المؤسسة التي يديرها، وكان لها فضل كبير في تنزيل الرؤية الملكية والاستراتيجية المتعددة الأبعاد لمحاربة الإرهاب والتطرف، لم يزعج الإرهابي بقدر ما أزعج البلد الذي يأويه ويأوي معه مئات وربما الآلاف من المتطرفين والإرهابيين. هنا بالضبط مربط الفرس.
لقد حاول الإرهابي حاجب من قبل، ربما بتهور وحماس زائدين وبنزعة يطبعها ميوله الإرهابي المتطرف، بتهديد مسؤول أمريكي بارز بمقاضاته إن لم يحذف تدوينة له عبر من خلالها عن قلقه إزاء السماح لحاجب بترويج خطاب متطرف ضد المغرب، قبل أن يتراجع ويحذف هو تدوينة التهديد، بعدما توصل بتعليمات صارمة من المخابرات الألمانية، لتجنب أي اصطدام مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن الإرهابي محمد حاجب كان قد صرح في “لايف” بتاريخ 4 شتنبر 2021، أنه أرسل رسالة عبر الواتساب للمندوب العام لإدارة السجون، محمد صالح التامك، مع كشفه لتاريخ بداية استعمال رقم التامك في الواتساب بدقة، ما يدفعنا إلى التسائل: أولا، كيف لهذا الإرهابي أن يحصل على رقم مسؤول مغربي كبير؟؟ وثانيا، من أين له بكل هذه المعلومات الدقيقة التي لا يمكن لشخص عادي الولوج إليها أو الحصول عليها؟؟
فأليس محمد صالح التامك، هو من يحق له مقاضاة حاجب بتهمة انتهاك أمن المعلومات والمعطيات الشخصية؟ هذا ناهيك عما تعرض له التامك من سب وشتم وتشهير وتهديد من طرف هذا الإرهابي.
تعليقات الزوار ( 0 )