قام مائير بن شبات، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء إسرائيل من 2017 إلى 2021، ويشغل الآن مهمة باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب، بنشر مقال مطول، تطرق فيه إلى الاتفاقيات التي قادت العديد من الدول العربية، من بينها المغرب لإعادة إحياء علاقاتها مع إسرائيل، لتحقيق السلام وتحسين العلاقات بين إسرائيل وهذه البلدان، مؤكدا إلى أنه وجب على بلاده اتخاذ خطوة جريئة بخصوص موقفها من ملف الصحراء المغربية، من خلال الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، على غرار ما قامت به العديد من الدول، كالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا وغيرها من الدول.
وأوضح صاحب المقال، أنه ومع وصول اتفاقات أبراهام إلى الذكرى السنوية الثانية لتأسيسها، فإن بلاده تشعر بالرضا عن العلاقات المنسوجة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، خصوصا وأنها تولدت عنها اتفاقيات تجارية، واجتماعات دبلوماسية وأمنية رفيعة المستوى، ورحلات جوية مباشرة ناهيك عن تنشيط المجال السياحي.
وتطرق كاتب المقال الضوء، إلى الصعوبات التي واجهت إقناع كلا من المغرب والسودان للانضمام لاتفاقيات أبراهام، باعتبارهما الدولتان الأخيرتان اللتان انضمتا إلى هاته الاتفاقيات، مشيرا أنه ليس كل شيء يسير بسلاسة مع المغرب، على الرغم من أن المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الآن، كان الإسرائيليون بالكاد يحلمون به.
وتابع مائير بن شبات: “لا يمكن أن يكون هناك شك في أن الرباط تسعى إلى تعزيز التعامل مع إسرائيل. أصبحت زيارات وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى المغرب روتينية. وتم توقيع الاتفاقات الثنائية في قائمة طويلة من المجالات. وقد شُدد التعاون الأمني، وانعكس ذلك في الزيارات المتبادلة التي قام بها رؤساء الأركان العسكريون من الجانبين وعقود الأسلحة الموقعة. الرحلات المباشرة تكاد تكون ممتلئة دائمًا بالسعة. قامت وفود الأعمال من كلا البلدين بزيارات متبادلة وأنشأت مشاريع مشتركة. وتم إنشاء قنوات للاتصال والتعاون بين الجامعات ومراكز البحوث والنقابات والمجموعات الثقافية والجمعيات الرياضية. والمزيد لم يأت بعد”.
وممن جانب آخر، أكد مائير بن شبات، أنه لم يتم بعد ترقية البعثات الدبلوماسية رسميًا إلى السفارات، ولم يتم الرد بالمثل على الزيارات الوزارية الإسرائيلية في المغرب، ولم يلتق رئيسا الدولتين، الملك محمد السادس والرئيس إسحاق هرتسوغ، بعد، مشيرا إلى أنه ليس من السهل التأكد إلى أي مدى يرجع ذلك إلى موقف إسرائيل الغامض من سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وأضاف بن شبات: “هناك توقع، على أعلى المستويات في الرباط، بأن تنضم إسرائيل إلى الدول التي عبرت عن موقف واضح من قضية الصحراء المغربية، كالولايات المتحدة وبولندا وفرنسا والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وحتى إسبانيا، التي اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه، مما أثار استياء الجزائر. ولا يمكن أن يكون هناك شك في الأثر الإيجابي الذي سيحدثه قرار إسرائيل الاعتراف رسميا وبموقف واضح بمغربية الصحراء”.
وختم حديثه مشددا على أن إسرائيل يجب أن تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، خاصة بعد أن فعلت الولايات المتحدة ودول أخرى ذلك أو أعربت عن دعمها لموقف المغرب، مؤكدا أنه سيكون من غير الحكمة ترك هذه القضية كحجر عثرة في المسار المثير للإعجاب لتحسين العلاقات بين الدولتين.
تعليقات الزوار ( 0 )