شكلت أجواء مناقشة الميزانية الفرعية لمجلس النواب ليلة البارحة الحدث، مناسبة للمكاشفة بين البرلمانيين، لطرح عدد من الاشكاليات و التحديات والصور النمطية القديمة -الجديدة اللصيقة بالمؤسسة البرلمانية التي تواجه “نواب الأمة” في أداء مهامهم، وتقييم صورتهم عند المواطن.
وكانت مواضيع الجانب اللوجستيكي المتعلق بظروف اشتغال البرلمانيين، وكيفية الاشتغال لتحسين صورة البرلماني والمؤسسسة لدى المجتمع ، وسياسة تبخيس مؤسسة البرلمان والعمل البرلماني هي اكثر المواضيع التي هيمنت على النقاشات.
وكعادته الجريئة، وبصفته رئيس مجلس النواب حمل راشيد الطالبي العلمي،حمل للفاعل السياسي وللبرلماني مسؤولية نمط الصورة المكرسة عن نواب الامة والبرلمان عند المواطن ، باعتبار سلوك وخطاب وممارسة النخب البرلمانية خارج وداخل المؤسسة البرلمانية مرآة كاشفة لهم.
وبلغة واضحة ومباشرة رد الطالبي العلمي، في تفاعله مع مداخلات النواب قائلا: “الصورة نحن السياسيون الذين نسيء إليها، ونتشاجر فيما بيننا، وكل واحد يخاف أن ينافسه الآخر في الانتخابات”،مضيفا: “نحن من يخلق هذه الصورة حتى لا نتهم طرفا آخر”… وهذه هي الحقيقة التي لا يتجرأ أي سياسي الجهر بها.
وبرهن الطالبي بقوله، وهو يخاطب كل الفرق البرلمانية والمجموعات النيابية : “راه الفيسبوكيين ديالنا: “الأحرار” والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، كل واحد له نصيب، لنتكلم بصراحة، ونحن من يخسر”.
وهو ما يعني ان لكل فريق برلماني او مجموعة نيابية مجموعة من الفيسبوكيين تدافع عن فريق ما او مجموعة برلمانية، وتشيطن الاخر، وتعمل عن تشويه صورته، الامر الذي يسيء الينا جميعا.
وفي نفس السياق أكد الطالبي ان تحسين صورة المؤسسة البرلمانية والبرلمانيين مسؤولية الجميع، واذا كان التنافس بيننا حقا مشروعا، فيجب ان يكون إيجابيا، وان يركز على الافكار والمناهج والبرامج والقضايا المؤسساتية، وليس على الجوانب الشخصية والانتقامية.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن مغرب اليوم يواجه تحديات كبرى، وأمامه رهانات استراتيجية حددها الخطاب الملكي الأخير، لذى طالب الطالبي من الجميع ان ينخرط في خارطة الطريق التي حددها لنا صاحب الجلالة في خطابه، وان تلتزم الفرق البرلمانية والمجموهات النيابية بالمقتضيات الدستورية والقوانين الضابطة والمؤطرة لمجلس النواب وللعمل البرلماني لنكون جميعا في مستوى انتظارات جلالة الملك منا جميعا، وفي مستوى تطلعات الشعب من نواب الامة خدمة لتعزيز صورة المغرب الدولة- الامة في نظام دولي جديد جد معقد.
تعليقات الزوار ( 0 )