أضحت مدينة الحسيمة هذه السنة وجهة مفضلة لعديد من مغاربة الداخل والخارج قاصدين شواطئها للإستمتاع بدفئ الرمال الذهبية وقضاء عطلة صيفية من أجل الإستجمام والترويح عن النفس، ولعل الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهات الرسمية في إحصاء عدد الزوار تبين بالملموس أن الحسيمة شهدت توافدا منقطع النظير وغير مسبوق على غرار باقي المدن الساحلية المغربية.
موازاة مع هذا العدد الهائل من الزوار المغاربة والأجانب نجد أن كل الإمكانيات البشرية سخرت دون إستثناء للتصدي إلى كل ما من شأنه المس بأمن وسلامة زوار المدينة بغية الحفاظ على هذا المكتسب السياحي الذي بفضله ترتفع حركية التجارة والإقتصاد المحلي الذي تستفيد منه الساكنة وتغطي بها الكساد الذي تعاني منه طيلة السنة.
ومعلوم أن إختيار المصطافين لسواحل وخلجان الحسيمة لم يأت بمحض الصدفة رغم نظافتها ورقي ساكنتها، بل هو نتاج عوامل عدة من أبرزها الجانب الأمني والذي يعد نعمة في زمن النقمة، حيث تسهر إدارة الأمن الجهوي بالحسيمة على حسن تسيير عملية الوفود بحيث سجلت عملية مرحبا 2018 زخما كبيرا على ميناء الحسيمة يفوق كل التوقعات.
وقد تجند رجال لجنة السير والجولان على السهر على تنظيم عملية المرور داخل المجال الحضري بشكل بطولي مقارنة مع عدد المركبات التي تجوب المدينة ليلا ونهارا على إمتداد عطلة الصيف التي تعرف أيضا توافدا مكثفا للجالية المغربية بالخارج.
ومن ناحية أخرى يبقى الجانب الأمني في شقه المتعلق بمحاربة الجريمة بشتى أنواعها هو العنوان البارز الذي يعمل عليه رئيس الأمن الجهوي في إطار صلاحياته التي تمتد إلى كل من إمزورن وبني بوعياش وتارجيست إضافة إلى مدينة الحسيمة، إذ سجلت المؤشرات إنخفاضا كبيرا في معدلات الجريمة بكل أنواعها في هذه المدن مقارنة بشساعة المساحة المغطات أمنيا اعتمادا على الموارد البشرية والمادية المتاحة، حيث عرفت الحسيمة انخفاضا كبيرا وملحوظا في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها بما فيها محاربة ظاهرة الإتجار في المخدرات التي باتت من أهم الهواجس الأمنية ببلادنا.
إذن هي مدينة ساحلية جميلة تمتاز بموقعها الإستراتيجي وخلجانها الطبيعية المتنوعة ناهيك عن المكانة التي تحضى بها في قلب عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي يشرفها بزياراته المتكررة وجولاته اللامحدودة في أزقتها وأحيائها.