لم يجد محمد زيان مهنة أخرى يقتحمها غير مجال ”الصحافة”، حيث يرى أنها مهنة من لا مهنة له، فقد عمل فجأة على صياغة مقالات رأي في أعمدة لموقع إخباري مسجل باسم أحد أفراد عائلته، رغم أنه لا يملك من التجارب من يخوله لولوج هذه المهنة، أو أنه اقتحمها لغاية في نفس يعقوب.
الآن أصبح محمد زيان، “صحفيا” بين عشية وضحاها، حيث يحاول التباهي بأنه صحفي كبير وكاتب عمود مرموق، في محاولة منه لوضع نفسه ضمن قائمة الصحفيين المعتقلين وليس مع مجرمي الحق العام، لكونه في حالة سيرورة الحكم القاضي بالحبس النافذ الصادر في حقه حائزا لقوة الشيء المقضي به.
الواضح أن زيان يريد أن يلطخ صورة المغرب بعد تورطه في العديد من القضايا والشكايات، حيث يسعى الآن إلى الاستفادة من تجارب بعض ”مرتزقي النضال” من باب السلطة الرابعة، من أجل مس الصورة الحقوقية للمغرب بدعوى أنه بلد يستهدف الصحفيين حتى وإن كانوا مدانين في جرائم حق عام، كما هو حال محمد زيان الذي يبحث لنفسه حيزا وبضع فقرات من شهادات الزور في تقارير “هيومان رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية ومراسلون بلا حدود، التي عودتنا على نغمة واحدة وهي العداء للمملكة.
ويرجح أن تكون الحيلة التي يستخدمها زيان، جاءت بإيعاز من صديقه المعطي منجب، الذي قام سابقا ”بتجنيد” عفاف برناني وألبسها ثوب الصحافية بعد أن عمل على تهريبها من تونس نحو الولايات المتحدة، قبل أن تُوقع مقالات بإسمها باللغة الانجليزية في عمود ”القراء” في الواشنطن بوست، لإيهام الرأي العام أن المغرب يحارب الصحفيين ويضيق عليهم.
والحقيقة أن برناني لا تمت للجسم الصحافي بصلة، حيث كانت تشتغل في يومية أخبار اليوم ”السابقة” ك”سنتضاريت” تستقبل المكالمات وتقوم بأعمال السخرة لتوفيق بوعشرين مدير اليومية آنذاك. هذا الأخير الذي لم يستطع بنفسه الكتابة يوما ما في ذات الجريدة الأمريكية.
أسلوب التحايل هذا هو الذي وجده زيان فعالا من أجل إثارة الانتباه نحوه، حيث عمل على تمجيد تقرير “هيومن رايتس ووتش”، في آخر مقال قام بصياغته، ملمحا إلى أن البلاد لا تملك ربان؟! ليصبح بذلك المحامي الموقوف يستلهم الأفكار من أعداء الوطن للمس بصورة المغرب.
وقد دافع محمد زيان بشراسة عن تقرير “هيومان رايتس ووتش”، في الوقت الذي رفضت فيه فيدرالية الناشرين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية والأطياف السياسية ومكونات المجتمع المدني هذا “التقرير” الذي وصفته بأنه “تقرير تركيبي لمزاعم أحمد رضى بن شمسي” الذي يعتمد فيه دائما على الأسطوانة المشروخة من خلال إقحام أسماء أصدقائه المدانين في جرائم حق عام داخل أي تقرير تصدره هذه المنظمة.
وفي الوقت الذي سبق لمئات الشخصيات ممن حصلوا على جائزة نوبل للسلام، أن نبهوا في عريضة إلى عدم حياد منظمة “هيومن رايتس ووتش”، بعدما تأكد حصولها على عمولات في شكل تبرعات لعدم نشر تقارير حقوقية، مثلما هو الحال بالنسبة لواقعة الأمير السعودي الذي حصلت منه المنظمة على 470 ألف دولار مقابل عدم نشر تقرير أنجزته ينسب له ارتكاب تجاوزات مفترضة لحقوق الإنسان، (في مقابل هذا) نجد محمد زيان يقوم بتمجيد المنظمة وتقاريرها المشبوهة.
كيف لزيان الفاشل في مهنة المحاماة، والذي عمل على استغلال موكلاته، أن يفهم معنى حقوق الانسان؟ وكيف لشخص متورط في قضية اختلاس أموال عامة داخل الحزب الليبرالي الحر أن يكون له ضمير ”الصحافة الموضوعية”؟!
ربما لم يستوعب محمد زيان بأن الزمن تجاوز أمثاله بكثير، وغير مستبعد أن نسمع عنه يوما ما تورطه في قضية تحرش أو فساد داخل المجال الصحفي، لكون شيخ المراهقين ما زال مصرا على الظفر بنساء كل الأزمنة الغابرة منها والحاضرة ثم القادمة، من يدري؟.
خلاصة القول أن محمد زيان ينطبق عليه قول الله تعالى: “فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضًا”. ولا يسعنا من هذا المنبر إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى سبحانه وتعالى للدعاء له بالشفاء.