شهدت قاعة الاجتماعات “علي البازي” بمدينة مرتيل، يوم الثلاثاء 13 ماي 2025، انعقاد الجلسة الثانية للدورة العادية لمجلس جماعة مرتيل، والتي خصصت للمصادقة على مجموعة من الاتفاقيات ذات البعد التنموي والاجتماعي، بهدف تعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات العمومية بالمدينة.
وقد ترأس أشغال الجلسة رئيس المجلس، مراد أمنيول، بحضور نوابه ومستشاري الجماعة، وخليفة القائد، ومدير المصالح الجماعية، إلى جانب رؤساء الأقسام والمصالح، وممثلي جمعيات وهيئات استشارية، وفعاليات من المجتمع المدني، وعدد من المنابر الإعلامية.
وقد شملت الجلسة دراسة والمصادقة على عدد من النقاط المدرجة في جدول الأعمال، والتي تنوعت بين قطاعات الرياضة، الصحة، البيئة، الشؤون الاجتماعية، والإدماج المجتمعي. وافتتحت الأشغال بعرض مفصل قدمه رئيس جمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة، سلط الضوء من خلاله على أنشطة مركز التربية غير النظامية، والخدمات التي يقدمها لفائدة هذه الفئة، بما في ذلك برامج الدعم التربوي، والتأهيل شبه الطبي، والدورات التكوينية، والأنشطة الثقافية والرياضية.
وقد أعلن في ذات السياق عن مشروع إحداث مركز للتكوين المهني خاص بالأطفال في وضعية إعاقة بمدينة مرتيل، في خطوة نوعية لتمكينهم من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، حيث ستساهم جماعة مرتيل في أشغال البناء بمبلغ 3 ملايين درهم، بدعم من شركاء مؤسساتيين على رأسهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، التعاون الوطني، ومؤسسة طنجة المتوسط.
ومن بين الاتفاقيات التي صادق عليها المجلس:
-
إحداث ملعبين للقرب وملعب لكرة المضرب بجماعة مرتيل، بشراكة مع مجلس عمالة المضيق الفنيدق والمديرية الإقليمية للتعليم، في إطار دعم الشباب وتأطيرهم رياضياً.
-
دعم تسيير الوحدة الإقليمية لدعم مرضى السرطان، بتعاون مع جماعات الجوار وجمعية الشفاء، في مبادرة إنسانية تهدف لتخفيف معاناة المرضى وتحسين جودة الرعاية.
-
نقل تدبير ملاعب القرب المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى المديرية الإقليمية للتعليم، في خطوة لتفعيلها واستدامة خدماتها.
وفي إطار الاهتمام بالشأن البيئي والصحي، صادق المجلس على اتفاقية إحداث مركز خاص لإيواء وتعقيم وتلقيح الكلاب والقطط الشاردة، بشراكة بين عدة قطاعات وزارية وجماعات ترابية، في خطوة تروم الحد من ظاهرة الحيوانات الشاردة وضمان السلامة الصحية للساكنة.
كما صادق المجلس على اتفاقيات مهمة لدعم الفئات الهشة، أبرزها:
-
اتفاقية إطار لمحاربة ظاهرتي التسول والتشرد، ضمن البرنامج الإقليمي للتنمية البشرية.
-
إحداث مركز خاص بالأشخاص في وضعية إعاقة بمرتيل، بهدف تمكينهم من حقوقهم الأساسية وتعزيز إدماجهم في المجتمع.
كما تمت المصادقة بالإجماع على قبول هبة عبارة عن حافلة مقدمة من طرف جمعية الأوائل، في دعم مباشر لجهود التنقل والتأطير الميداني.
وعلى المستوى المالي، صادق المجلس على تعديل بعض فصول ميزانية سنة 2025، بما يضمن التفاعل مع المستجدات وتوجيه الموارد بشكل فعال نحو أولويات التنمية المحلية.
وقد اتسمت أشغال الجلسة بجو من النقاش الجاد والمسؤول، حيث عبّر أعضاء المجلس عن آرائهم بخصوص مختلف المشاريع، متناولين آثارها المنتظرة على الساكنة، والتحديات المرتبطة بتنفيذها، خصوصاً ما يتعلق بتكاليف بعض الاتفاقيات ومدى انسجامها مع حاجيات الجماعة.
في حين شكلت دورة ماي 2025 محطة مهمة في مسار المجلس الجماعي لمرتيل، بفضل تعدد وتنوع المشاريع المصادق عليها، والتي تجسد رؤية تنموية شاملة تلامس مختلف الجوانب المرتبطة بالحياة اليومية للمواطن.
وقد اختتمت أشغال الدورة بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله.