في دعوة صريحة لإعادة النظر في خارطة التعليم العالي بالمملكة، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن عدد الجامعات المغربية، والذي لا يتجاوز 12 جامعة، غير كافٍ لتلبية الحاجيات المتزايدة للشباب وضمان جودة التكوين الأكاديمي.
وخلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب حول موضوع “إصلاح التعليم من مدرسة الريادة إلى جامعة التميز لبناء أجيال مغرب الغد”، أبرز أخنوش الفجوة بين المغرب والدول المتقدمة، مشيراً إلى أن “بعض المدن الأمريكية تتوفر على ما بين 20 و80 جامعة، بينما تتوفر دول أوروبية على ما لا يقل عن 400 جامعة”.
وتوقف رئيس الحكومة عند جامعة ابن زهر، التي تستقبل وحدها حوالي 200 ألف طالب، وهو ما يعادل نصف عدد الطلبة على الصعيد الوطني، معتبراً أن هذا الوضع يعكس بجلاء مستوى الاكتظاظ الذي يهدد جودة التعليم الجامعي، داعياً إلى إعادة تقسيم وهيكلة العرض الجامعيليواكب التحولات السوسيو-ديمغرافية والرهانات المستقبلية للمغرب.
وفي الجانب المتعلق بإصلاح التعليم المدرسي، نوه أخنوش بـ”الانخراط الإيجابي لهيئة التدريس” في برنامج مدارس الريادة، مشيراً إلى أن منهجية القرب والتجاوب مع القيادة المركزية والجهوية ساهمت بشكل ملحوظ في تثبيت أسس التماسك داخل المنظومة التربوية.
كما كشف عن إحداث آلية جديدة لتأطير وتتبع المؤسسات التعليمية، تضم أزيد من 200 ميسر ومنسق موزعين على المديريات الإقليمية، وذلك في إطار تمكين المدارس من الدعم اللازم لإنجاح هذه التجربة.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الوزارة الوصية أطلقت دورات تكوينية في “التعليم الصريح” لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي ضمن مؤسسات الريادة، بهدف تزويدهم بالكفايات الحديثة ومقاربات التدريس الفعالة.
واعتبر أخنوش أن هذه الخطوة من شأنها تحسين التحكم في التعلمات الأساس، في انسجام مع مقاربة TARL، بما يضمن تمكين جميع المتعلمين من فرص عادلة للاستفادة من مضامين الدرس التربوي وتحقيق نهضة تعليمية حقيقية.