Site icon Chamalpress | شمال بريس

طنجة: حملة ميدانية لتحسيس مرتادي الغابات بمخاطر الحرائق في ظل تحديات مناخية متزايدة

في مبادرة بيئية استباقية تعكس حجم التحديات المناخية التي تواجهها المنظومة الإيكولوجية الوطنية، نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اليوم السبت، يوماً تحسيسياً بطنجة للتوعية بمخاطر حرائق الغابات، بشراكة مع وزارة الداخلية والمديرية العامة للوقاية المدنية، وذلك بالغابة الحضرية “بيرديكاريس”، أحد أبرز المواقع الطبيعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

وتهدف هذه التظاهرة إلى تعزيز ثقافة الوقاية لدى مختلف الفاعلين والمرتادين للمجالات الغابوية، من سكان الدواوير المحاذية، والفلاحين، ومخيمي الطبيعة، وجمعيات القنص، وممارسي الأنشطة الرياضية، إلى جانب إشراك الإعلام والمجتمع المدني في نشر الوعي البيئي، خاصة في سياق التغيرات المناخية التي فاقمت من خطر اندلاع الحرائق.

وانطلقت فعاليات هذا اليوم بلقاء تنسيقي جمع بين ممثلي الوكالة الوطنية للمياه والغابات، والوقاية المدنية، إلى جانب جمعيات مدنية فاعلة، قبل الشروع في حملة تواصلية ميدانية وسط المنتزه، تضمنت توزيع مطويات توعوية وعقد حوارات مباشرة مع الزوار لحثهم على اعتماد سلوكيات مسؤولة أثناء التواجد بالغابات.

وأكد عثمان عزاوي، المدير الإقليمي للوكالة بطنجة، في تصريح صحفي، أن هذا اليوم يندرج ضمن سلسلة مبادرات ميدانية لحماية الثروة الغابوية من الحرائق، مبرزًا أن الحملة تمتد على مراحل، انطلقت من المؤسسات التعليمية لتشمل الفضاءات الحضرية وشبه الحضرية، مشددًا على ضرورة تفادي السلوكات العفوية وغير المحسوبة التي قد تتسبب في اشتعال النيران.

من جهته، أبرز رضوان لوديدي، ممثل فيدرالية مرشان للتنمية المستدامة، أن الانخراط المدني في مثل هذه المبادرات يضفي عليها بعدًا تشاركياً ضرورياً، داعياً إلى المزيد من التعبئة المجتمعية لحماية الرصيد الطبيعي والبيئي للمنطقة.

وفي هذا السياق، تم تقديم معطيات ميدانية حول الثروة الغابوية لعمالة طنجة-أصيلة، والتي تشكل حوالي 23 في المئة من مساحة الإقليم، وتتميز بتنوع بيولوجي فريد بفضل موقعها الجغرافي وتضاريسها المركبة، وتشمل مواقع بيئية ذات أهمية قصوى، أبرزها منتزه “بيرديكاريس”، “كاب سبارطيل”، و”تهدارت”.

غير أن هذه الثروة تواجه مجموعة من المخاطر، على رأسها العوامل البشرية المرتبطة بكثافة الاستعمال العشوائي للغابة، وحرية الولوج غير المؤطر، إلى جانب الطبيعة القابلة للاشتعال لبعض الغطاء النباتي، والجفاف المتزايد، والرياح الساخنة.

وفي مواجهة هذه التحديات، تواصل المصالح المختصة مجهوداتها للوقاية والتدخل، حيث تم إنجاز 189 كيلومتراً من المسالك الغابوية، وإحداث أزيد من 26 كلم من مصدات النار، وبناء 5 أبراج للمراقبة، وتجهيز 10 نقاط للماء، إضافة إلى اقتناء ثلاث وحدات متنقلة للتدخل الأولي ضد الحرائق، وتوفير العشرات من المعدات اليدوية الخفيفة.

هذا اليوم التحسيسي، وغيره من المبادرات، يُجسد يقظة بيئية متواصلة في جهة تعتبر من أكثر المناطق الغابوية حيوية بالمملكة، ويؤكد الحاجة إلى تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية من أجل حماية هذا الرأسمال الطبيعي من التهديدات المتزايدة التي تفرضها التحولات المناخية وسلوكيات الإنسان.

Exit mobile version