نظّمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، يوم الإثنين 26 ماي 2025، ندوة علمية بمقر ملحقتها بمدينة الحسيمة، حول موضوع: “الانفتاح والإدماج الاقتصادي للتجار وعرض مستجدات قانون المالية لسنة 2025″، وذلك في إطار فعاليات النسخة السادسة عشرة من الأيام التجارية الجهوية، المنظمة من 2 إلى 29 ماي الجاري، تحت شعار: “تعزيز الروابط التجارية وتقوية الانفتاح لبناء حركية تجارية قوية في المستقبل.”
الندوة التي أدارها السيد منصف أزماني، رئيس لجنة التكوين والتعليم بالغرفة الجهوية، شهدت مشاركة ثلة من المؤطرين والخبراء، من بينهم: الدكتور أحمد أعراب، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بالكلية متعددة التخصصات بالناظور وإطار سابق بوزارة الاقتصاد والمالية، والسيد رشيد فتاح، رئيس الوعاء الضريبي الإقليمي بالحسيمة، إلى جانب السيد محمد أجطار، رئيس تقسيمة الضرائب بالحسيمة.
وقد استُهل اللقاء بقراءة الفاتحة ترحماً على روح الفقيد الحسين اليحياوي، عضو سابق بالغرفة وشقيق العضو الحالي سعيد اليحياوي.
في كلمته الافتتاحية، استعرض السيد أزماني السياق العام لتنظيم هذا اللقاء، مشدداً على أهمية مثل هذه المحطات في ربط الجسور وتعزيز التواصل بين مختلف المتدخلين في القطاع التجاري، سعياً لإنتاج مقترحات نابعة من الواقع الميداني يمكن ترجمتها لاحقاً إلى توصيات ومطالب موجهة لصناع القرار.
في مداخلته، قدم السيد رشيد فتاح عرضاً مفصلاً حول أبرز مستجدات قانون المالية لسنة 2025، مركّزاً على الشق الجبائي، خاصة ما يتعلق بالضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة. وأبرز فتاح أن التعديلات الجبائية الجديدة تهدف إلى إقرار إعفاءات وتخفيضات من شأنها تحسين دخل الأفراد وتنشيط الحركة الاقتصادية عامة، والتجارية خاصة.
أما الأستاذ أحمد أعراب، فقد اختار لمداخلته عنوان: “سبل الإدماج الاقتصادي للتجار ومعيقات التفعيل: قراءة سوسيو-قانونية”، حيث تناول الإكراهات البنيوية التي تعترض الرواج التجاري، مشدداً على ضرورة انخراط كل من الدولة والجماعات الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والإعلام في دينامية موحدة لتحفيز الاستثمار وتسويق مؤهلات الإقليم، وتوسيع قاعدة الرواج التجاري على مدار السنة وليس فقط خلال فصل الصيف.
وأشار أعراب إلى التراجع المقلق في وفود أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة من الجيل الثالث، على المنطقة، مما يطرح تحديات حقيقية على مستوى مداخيل الإقليم وانتعاشه الاقتصادي، بالنظر إلى الارتباط التاريخي بين الرواج التجاري بالحسيمة وتوافد الجالية خلال العطلة الصيفية.
وقد شهدت الندوة نقاشاً مستفيضاً، تميز بتدخلات نوعية لعدد من الحاضرين، تفاعلت بعمق مع مضامين المداخلتين، وطرح خلالها المشاركون أسئلة واقتراحات همّت الإكراهات الواقعية والتدابير الممكنة لتجاوزها، وهو ما أغنى النقاش وأسهم في تعميق الفهم الجماعي للرهانات المطروحة.
وفي ختام اللقاء، عبّر السيد منصف أزماني عن اعتزازه بمستوى النقاش العلمي الذي طبع الندوة، معلناً في الآن ذاته عن إطلاق شراكة بين الغرفة الجهوية من جهة، وكل من المؤسسة الجهوية للتكوين والتنمية، والمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات (ESCAE) من جهة ثانية. وتهدف هذه الشراكة إلى إطلاق دينامية جديدة من التكوينات المستمرة، تتوزع بين ماستر متخصص وبرامج تكوينية موجهة لتلبية احتياجات المقاولات والإدارات، والتي من المرتقب أن تنطلق مع الدخول الجامعي المقبل 2025–2026، لفائدة أطر القطاعين العام والخاص وكذا طلبة الإقليم.
وأشار أزماني إلى أن المشروع بلغ مراحله الأخيرة، في انتظار إطلاق حملة ترويجية رسمية، بعد اللقاء التنسيقي الذي جمعه بالمدير العام للمعهد ومسؤولي المؤسسة بالعاصمة الرباط، بتاريخ 23 أبريل المنصرم.