في سياق التوجهات الملكية السامية الداعية إلى النهوض بالخدمات الاجتماعية والصحية لفائدة الفئات الهشة، وتُجسد روح وأهداف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أشرف عامل إقليم الحسيمة، السيد حسن زيتوني، صباح يوم الخميس 29 ماي 2025، على حفل رسمي بمقر العمالة، خُصص لتوزيع سبع حافلات لفائدة الجمعيات المسيرة لمراكز تصفية الدم بكل من الحسيمة، إمزورن وتارجيست، إلى جانب تنظيم عملية توزيع نظارات طبية على عدد من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالإقليم، وذلك تخليداً للذكرى العشرين لانطلاق المبادرة.
ويهدف هذا المشروع الصحي والاجتماعي إلى تعزيز العرض الصحي بالإقليم وتحسين ظروف نقل مرضى القصور الكلوي، خاصة أولئك المنحدرين من المناطق القروية والجبلية، في أفق ضمان ولوجهم المنتظم والميسر إلى مراكز التصفية في ظروف لائقة وآمنة.
وشملت عملية توزيع الحافلات ثلاث جمعيات رئيسية، حيث استفادت جمعية النكور لدعم مرضى القصور الكلوي بالحسيمة من حافلتين: الأولى مخصصة للنقل داخل المجال الحضري، والثانية لفائدة المرضى القادمين من الجماعات المجاورة. كما حصلت جمعية دعم مرضى القصور الكلوي بإمزورن على حافلتين أخريين لتأمين النقل من دائرتي بني ورياغل الشرقية والغربية. وفي تارجيست، تم تسليم ثلاث حافلات لفائدة جمعية دعم مرضى القصور الكلوي، لتغطية حاجيات التنقل من جماعات بني بوفراح، كتامة، وتارجيست.
ووفق المعطيات الرسمية، فإن هذا المشروع تم تنفيذه في إطار اتفاقية شراكة مع المجلس الإقليمي للحسيمة، بغلاف مالي بلغ حوالي 2.82 مليون درهم، وشمل 36 جماعة ترابية، فيما يُنتظر أن يستفيد منه 197 مريضاً يعانون من القصور الكلوي المزمن.
وفي الإطار نفسه، تم تنظيم عملية صحية موازية استهدفت دعم صحة التلاميذ عبر توزيع نظارات طبية على الفئات التي تعاني من مشاكل بصرية داخل الوسط المدرسي. وبلغت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع حوالي 0.8 مليون درهم، حيث خضع 805 تلميذاً لتشخيص بصري، وأسفرت العملية عن تحديد 723 تلميذاً في حاجة إلى نظارات طبية، تم توزيعها عليهم بشكل مجاني.
وتندرج هذه المبادرات في صلب أهداف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تولي أهمية خاصة لدعم الرأسمال البشري وتحقيق العدالة المجالية والاجتماعية، من خلال مشاريع ذات أثر مباشر ومستدام على حياة المواطنين، خصوصاً في المناطق الهشة والقروية.