نظمت مؤسسة تواصل النسائي الدولي (Connectin Group)، يوم السبت 14 يونيو 2025 بمدينة طنجة، ورشة تكوينية لفائدة مجموعة من النساء وخريجات مؤسسات التعليم العالي، حول تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، باعتباره رافعة جديدة لخلق الفرص وتعزيز الإدماج المهني للنساء في سوق الشغل المستقبلي.
الورشة، التي نُظمت بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وبدعم من مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، هدفت إلى تقوية قدرات المستفيدات في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، والتوعية بالتحديات المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا من زاوية النوع الاجتماعي وأخلاقيات الاستخدام.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت ابتسام الستي، نائبة رئيسة المؤسسة، أن هذه المبادرة تندرج في إطار تفعيل شراكة استراتيجية مع الجامعة، تروم ربط جسور التعاون بين الأكاديمية والمجتمع المدني من أجل تطوير مشاريع ذات أثر اجتماعي واقتصادي، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي “لم يعد خيارًا، بل أصبح معادلة حاسمة في صياغة ملامح المستقبل”، داعية إلى توجيه هذا التحول التكنولوجي نحو مزيد من الإنصاف والعدالة بين الجنسين.
وأضافت الستي أن “الخوارزميات ليست محايدة دائمًا، إذ قد تُبنى أحيانًا على بيانات تنطوي على تمييز، ما يستدعي تحصينها بمعايير الشفافية، والتنوع، والمساءلة”، مبرزة أهمية تمثيلية النساء في مراكز القرار التقني، وتوسيع حضورهن ضمن العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، الذين لا تتجاوز نسبتهم النسائية عالميًا 20 في المئة.
من جانبها، شددت آسية بوزكري، عضو المكتب الوطني للمؤسسة، على أن الورشة تندرج ضمن البرنامج السنوي للمؤسسة الرامي إلى تمكين النساء، خاصة الخريجات، من امتلاك المهارات الرقمية الجديدة ومواكبة التحولات التي تشهدها مختلف القطاعات بفضل الذكاء الاصطناعي، محذرة من اتساع فجوة النوع إذا لم تتمكن النساء من ولوج هذا المجال بفعالية.
أما المؤطر محسن الخديسي، فاعتبر أن هذه الدورة التكوينية تشكل لبنة في مسار تمكين النساء تكنولوجيًا، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح يؤثر بشكل متزايد في الحياة اليومية، مما يفرض توسيع قاعدة المستفيدين منه، وتوفير بيئة دامجة لا تستثني النساء من التحول الرقمي.
يُذكر أن مؤسسة “تواصل النسائي الدولي” وجامعة عبد المالك السعدي وقّعتا، خلال يونيو 2024، اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم انخراط النساء في صياغة القرار العمومي وتعزيز مقاربة النوع، من خلال التأطير العلمي وتنظيم ورشات ومؤتمرات في مجالات القيادة والتنمية الذاتية والرقمنة والتنمية المستدامة.