في خطوة تقنية رائدة، شرعت سلطات مدينة طنجة مؤخراً في استخدام طائرات مسيّرة مزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ضمن عمليات مكافحة البعوض والحشرات، لاسيما بالأحياء التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة وانتشاراً لمصادر المياه الراكدة.
ويأتي هذا الإجراء الاستباقي ضمن خطة متكاملة تهدف إلى الحد من انتشار الحشرات الطائرة، التي تزداد حدتها خلال فصل الصيف بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وتُعد من أبرز مسببات الإزعاج للساكنة، فضلاً عن انعكاساتها على الصحة العامة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الطائرات الذكية الموجهة تُحدث تحولاً في أسلوب التدخل، بفضل قدرتها على الوصول إلى نقاط يصعب بلوغها عبر الفرق الأرضية التقليدية، مما يعزز من فعالية حملات الرش ويقلص من الهدر في الموارد والوقت.
وتعمل هذه “الدرونات” وفق نظام دقيق يتيح توجيهها نحو البرك والمستنقعات والمجاري المائية الضيقة، حيث تقوم برش مواد بيولوجية تستهدف دورة حياة البعوض، دون أن تؤثر على الكائنات الحية أو التوازن البيئي المحلي.
هذا التحول التكنولوجي يعكس توجه المدينة نحو اعتماد حلول ذكية ومستدامة في تدبير الشأن البيئي، من خلال تقليص الاعتماد على المبيدات الكيميائية، واعتماد بدائل صديقة للبيئة، في انسجام تام مع الدينامية الوطنية الرامية إلى رقمنة الخدمات وتحسين جودة الحياة في الفضاءات الحضرية.