لم تمر ساعات قليلة على اندلاع ألسنة اللهب في غابة “عين لحصن” بضواحي مدينة تطوان، حتى أفضت التحركات الأمنية السريعة إلى توقيف شخص يُشتبه في تورّطه في إضرام النيران عمدًا داخل المجال الغابوي العمومي، في حادث خلف خسائر بيئية جسيمة وأثار قلقًا واسعًا في أوساط الساكنة المحلية.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد قامت مصالح الدرك الملكي باقتياد المشتبه فيه إلى مركز التحقيق لتعميق البحث معه، وذلك تحت إشراف مباشر من النيابة العامة المختصة، في انتظار ما ستُسفر عنه التحقيقات الجارية لاتخاذ المتعين قانونًا.
في الأثناء، لا تزال فرق التدخل تواصل جهودها المضنية لاحتواء الحريق، الذي أتى حتى الآن على أزيد من 20 هكتارًا من الغطاء النباتي، وسط ظروف طبيعية صعبة تُعقّد من مهمة الإطفاء، لعل أبرزها رياح “الشرقي” العاتية وصعوبة التضاريس الوعرة التي تطبع المنطقة.
ووفق معطيات ميدانية، فقد تم تسخير إمكانيات بشرية وتقنية كبيرة للسيطرة على النيران، شملت عناصر من الوقاية المدنية والقوات المساعدة والمياه والغابات، إلى جانب دعم جوي مكثف بطائرات الإطفاء “كنادير” وصهاريج مائية متنقلة، وذلك تحت إشراف مباشر من والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
ويُرتقب أن تُصدر الجهات المعنية بلاغًا رسميًا خلال الساعات المقبلة لتوضيح ملابسات الحادث وحجم الخسائر النهائية، في وقت تتعالى فيه الأصوات بضرورة تشديد الرقابة على الفضاءات الغابوية، خاصة مع ارتفاع وتيرة الحرائق في فصل الصيف.