في سياق دعم التوجهات الوطنية نحو تنمية جهوية مستدامة وأكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية، احتضن مقر مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يومي 19 و20 يونيو 2025، أشغال أول ورشة جهوية من سلسلة الورشات الموضوعاتية التي تنظمها جمعية جهات المغرب (ARM)، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD)، تحت شعار: “نحو إدماج أمثل للبعد المناخي في مضامين الجيل الجديد من برامج التنمية الجهوية”.
وشهدت هذه الورشة حضور حوالي 35 مشاركاً من المنتخبين والأطر الجهوية وممثلي المصالح اللاممركزة لأربع جهات: طنجة-تطوان-الحسيمة، الشرق، فاس-مكناس، ودرعة-تافيلالت، إلى جانب ممثلين عن قطاع التنمية المستدامة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجمعية جهات المغرب.
وافتتح اللقاء السيد عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بكلمة ترحيبية نوه فيها بالمبادرة المشتركة بين ARM وPNUD، مؤكداً التزام الجهة بالانخراط الفاعل في مسار إدماج البعد البيئي في التخطيط الترابي، ومثمناً الجهود التي تقودها السيدة مباركة بوعيدة، رئيسة جمعية جهات المغرب، في هذا المجال.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية مداخلات كل من السيد محمد الباشيري، مدير جمعية جهات المغرب، والسيد جلال المعطى، المكلف بالمشروع لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تمت الإشارة إلى أهمية هذه الورشات في تعزيز قدرات الفاعلين الجهويين في مجال فهم المخاطر المناخية وتحليل نقاط الهشاشة البيئية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار برنامج دعم التخطيط والتمويل المستدام للتكيف مع التغير المناخي بالمغرب، المنجز بشراكة مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والذي يهدف إلى تزويد الجهات بالأدوات المعرفية والمنهجية اللازمة لتطوير برامج تنموية مندمجة ومستجيبة لتحديات المناخ.
وعرف البرنامج تقديم عروض تأطيرية من طرف خبراء وطنيين في مجال التكيف المناخي، إلى جانب استعراض نماذج رائدة لتجربتي جهتي الشرقودرعة-تافيلالت، اللتين سبقتا إلى إعداد “برنامج التكيف مع التغير المناخي على المستوى الجهوي (PADCR)”.
واختتمت الورشة بجلسة تفكير جماعي تم خلالها مناقشة سبل تشخيص المخاطر المناخية والهشاشة البيئية على المستوى الترابي، باعتبارها خطوة تأسيسية نحو بلورة برامج تنموية جهوية أكثر استباقية وقدرة على الصمود أمام التحديات البيئية والمناخية المتزايدة.