توصلت جريدة شمال بريس بنسخة من استقالة جماعية تقدم بها الدكتور سليمان اشتوي، الكاتب الإقليمي لحزب الحركة الشعبية بعمالة المضيق الفنيدق، مرفوقًا بأغلبية أعضاء الكتابة الإقليمية، أعلنوا من خلالها انسحابهم الكامل من كافة المهام التنظيمية داخل الحزب، وذلك احتجاجًا على ما وصفوه بـ”تراكم ممارسات غير مقبولة” على المستويين المحلي والوطني.
وأوضحت الرسالة أن هذا القرار جاء بعد “فترة طويلة من العمل الحزبي الميداني ومن المشاركة في مختلف المحطات التنظيمية”، بذل خلالها الفريق جهودًا معتبرة لتقوية موقع الحزب إقليميًا، رغم ما أسموه بـ”غياب الدعم وانعدام الإمكانيات”.
كما أشار الموقعون إلى أن مساهمتهم كانت حاسمة في عدد من المحطات، لا سيما خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، التي أفضت إلى حصول الحزب على نتائج إيجابية، توجت بفوزه برئاسة الجماعة الترابية لمرتيل. غير أن هذه الجهود – وفق ما ورد في نص الرسالة – “لم تلقَ أي تقدير أو تفاعل إيجابي من القيادة الحزبية”.
الرسالة لم تخلُ من نقد صريح لما اعتبره المستقيلون “خرقًا سافرًا لمبدأ الديمقراطية الداخلية”، وذلك على خلفية تعيين شخص من خارج التنظيم الحزبي لتأسيس فرع محلي بمدينة الفنيدق، دون الرجوع إلى الكاتب الإقليمي أو استشارة الأعضاء المنتخبين، وهو ما اعتبره المعنيون “إهانة مباشرة للمناضلين الملتزمين”.
وبحسب الوثيقة، فقد سبق للمستقيلين أن وجهوا مراسلة رسمية إلى الأمانة العامة للحزب، يلتمسون فيها مراجعة هذا التعيين، كما طالبوا بعقد لقاء مع قيادة الحزب، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، رغم محاولاتهم المتكررة للتواصل مع بعض أعضاء المكتب السياسي، دون جدوى.
وأكد الموقعون أن “انعدام التنسيق، وتعمّد التهميش، وغياب أي مؤشرات على الانفراج، جعل من استمرارهم داخل الحزب أمرًا غير ممكن”، معبرين في الآن ذاته عن احترامهم للمبادئ العامة التي تأسس عليها الحزب، وتقديرهم الخاص للسيد محمد العنصر، الأمين العام السابق، نظير تواصله ودعمه المعنوي خلال مراحل سابقة من مسيرتهم الحزبية.
واختتمت الرسالة بكلمات ود وتقدير موجهة إلى كافة المنتخبين والمناضلين والمتعاطفين مع الحزب بالإقليم، مع أطيب التمنيات لهم بالتوفيق في مهامهم.