في أجواء احتفالية مبهجة تزامنت مع الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، احتشد آلاف المتفرجين مساء الأربعاء 30 يوليوز 2025 بكورنيش مدينة المضيق، لمتابعة واحدة من أبرز سهرات مهرجان الشواطئ لاتصالات المغرب، التي أحياها النجمان المغربيان أمينوكس وسعيدة شرف، في عرض موسيقي مزج بين إيقاعات الأغنية الشبابية الحديثة ونبض الموسيقى الحسانية الصحراوية.
وقد افتتح السهرة الفنان الطنجي أمين التمري، المعروف فنيا بـ”أمينوكس”، الذي اعتلى المنصة وسط تفاعل جماهيري لافت، حيث قدّم باقة من أشهر أغانيه التي رددها الجمهور بحماس، في مشهد عكس شعبيته الكبيرة لدى فئة الشباب. وتحولت الأمسية إلى لحظة جماعية من المتعة الغنائية، اتسمت بالحيوية والتقارب الحسي بين الفنان وجمهوره الذي توافد بكثافة منذ ساعات مبكرة.
من جهتها، أبهرت الفنانة الصحراوية سعيدة شرف الحضور بأدائها الفريد، حيث أشعلت المنصة بمجموعة من أشهر أعمالها التي طبعتها نغمة الجنوب المغربي. وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، خاصة خلال تقديمها لوصلات فنية مرفوقة برقصات تراثية مستوحاة من تقاليد الصحراء والأطلس والمناطق الجبلية، ما أضفى على العرض بعدا احتفاليا متميزا يكرّس التنوع الثقافي المغربي.
وقبل انطلاق العروض الفنية، أضاءت الشهب النارية سماء المضيق، في لحظة بصرية ساحرة تزينت فيها السماء بألوان العلم المغربي، إيذانا بانطلاق ليلة موسيقية احتفالية ترسخ تقاليد الفرح الجماعي في الفضاءات الشاطئية.
وقد شهدت السهرة مشاركة متميزة للفنان المحلي يوسف الزباخ، القادم من شفشاون، الذي قدّم مجموعة من الأغاني الشعبية والشبابية نالت إعجاب الحضور، في تجسيد لروح المهرجان التي تفتح المجال أمام الطاقات الفنية الصاعدة.
ويُعد مهرجان الشواطئ، الذي تنظمه اتصالات المغرب للسنة الـ21 تواليا، أحد أكبر التظاهرات الفنية الصيفية بالمملكة، حيث يشمل هذه السنة ست مدن ساحلية (المضيق، طنجة، الحسيمة، مرتيل، الناظور، السعيدية)، ويعرف برمجة نحو 100 سهرة بمشاركة أكثر من 200 فنان، ما يجعله حدثا ثقافيا وترفيهيا بارزا على خريطة المهرجانات الوطنية.
وسط أجواء احترافية وتنظيم محكم، جسّدت سهرة المضيق لحظة فنية ووجدانية بامتياز، ربطت بين الشمال والجنوب، وأبرزت قدرة الفن المغربي على تجسيد الوحدة في التنوع، والاحتفال بالوطن من بوابة الإبداع.

