انطلقت مساء أمس الجمعة 12 شتنبر 2025 بالمسرح المفتوح بالقصبة الأثرية لمدينة شفشاون فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الوطني للإنشاد النسائي الصوفي، الذي تنظمه جمعية وطـاء الحمام للفنون والإبداع، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وعمالة الإقليم والجماعة الترابية.
المهرجان، المفتوح مجانا أمام الجمهور، منح لساكنة وزوار “الجوهرة الزرقاء” لحظة روحية مميزة من خلال عروض موسيقية نسائية متفردة أبدعت في تقديم أنماط من التراث المغربي الأصيل. وقد تفاعل الحضور بشكل كبير مع فقرات الأمسية الافتتاحية التي أحيتها مجموعة الحضرة الشفشاونية برئاسة الفنانة حنان مضيان، حيث قدمت قصائد في المديح والعشق الصوفي، تلتها الفنانة دليلة مكسوب بأنغام غرناطية وشكورية، قبل أن تضيف الفنانة هند النعيرة لمسة من التراث الكناوي بأنغام أمتعت الجمهور.
وأكدت مديرة المهرجان ورئيسة الجمعية المنظمة، حنان مضيان، أن المغرب بما يزخر به من تنوع ثقافي وروحي، قادر على جعل الفن والفكر جسورا للتواصل مع العالم، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة باتت ترسخ مكانتها في الأجندة الثقافية الوطنية كفضاء للاحتفاء بالإبداع النسائي في الموسيقى الروحية، والحرص على صون التراث الصوفي وإبراز الطاقات النسائية المبدعة في مجالات الفن والبحث والفكر.
وسيواصل المهرجان عروضه بمشاركة أسماء نسائية بارزة مثل باتول المروني التي ستقدم النمط الحساني، وسهيلة الصحراوي التي ستؤدي أنماط الملحون والعيساوي، إضافة إلى شيماء عبد العزيز التي ستتحف الجمهور بفقرات من الموسيقى المغربية الأصيلة، إلى جانب انفتاح التظاهرة على مختلف الألوان التراثية من غرناطي وملحون وكناوي وعيساوي وحساني.
كما يتضمن البرنامج ندوة فكرية تسلط الضوء على إسهامات النساء المغربيات في صون التراث وتطويره، وعلى المكانة التي تحتلها المرأة في المشهد الثقافي والإبداعي الوطني. ويروم المهرجان جعل الإنشاد الصوفي النسائي فنا متاحا لكل الأجيال والأذواق، معززا إشعاع شفشاون الثقافي والسياحي، قبل أن يختتم غدا الأحد بملحمة فنية كبرى تجمع مختلف الأنماط التراثية المغربية بمشاركة كافة الفنانات المشاركات.