Site icon Chamalpress | شمال بريس

فوضى “المعبر الحدودي” تشعل الغضب في سبتة المحتلة.. السكان يتحدثون عن “إذلال يومي” ووعود مدريد تتبخر

تعيش مدينة سبتة المحتلة هذه الأيام على وقع احتقان شعبي متصاعد، بعد أن تحوّل المعبر الحدودي إلى بؤرة توتر ومعاناة يومية للسكان والعاملين والعابرين، في مشهد يعكس خللا بنيويا واضحا في تدبير هذه النقطة الحساسة الخاضعة للسلطات الإسبانية.

منذ ساعات الفجر الأولى، تصطف طوابير طويلة تمتد مئات الأمتار، تضم نساءً ورجالاً وأطفالاً ينتظرون عبوراً بطيئاً ومضنياً وسط فوضى خانقة وتدافع متكرر، في ظل نظام تفتيش ومراقبة متعثر يفتقر إلى الحد الأدنى من التنظيم والاحترام الإنساني.

ويصف العديد من العابرين الوضع بأنه “إهانة ممنهجة” و”معاناة مستمرة بلا نهاية”، مطالبين بتدخل عاجل يضع حداً لما أسموه “المأساة اليومية التي تحولت إلى روتين مهين”.

وتشير صحيفة “إلفارو دي سيوتا” الإسبانية إلى أن موجة الغضب داخل المدينة تتصاعد يوماً بعد يوم، في ظل ما تعتبره الساكنة “انسداداً كاملاً في أفق الإصلاح” و“تراكم الأعطاب الهيكلية” التي تحوّل المعبر إلى نقطة توتر دائم، مهددة بتحوله إلى أزمة اجتماعية وانسانية حقيقية.

على الميدان، تتكرر مشاهد الفوضى والتدافع وحالات الإغماء بين كبار السن والنساء، خاصة خلال فترات الذروة وارتفاع درجات الحرارة، وسط غياب واضح للتنسيق بين الأجهزة الأمنية والإدارية المكلفة بتسيير العبور.

ورغم الشكاوى المتكررة منذ شهور، لم تُقدِم السلطات الإسبانية على أي خطوات ملموسة لتحسين الوضع، فيما ظل مشروع “المعبر الذكي” الذي وعدت به مدريد مجرد شعار إعلامي دون أثر واقعي، إذ لا تزال المعاملات تتم بشكل يدوي مرهق يزيد من اختناق الحركة وتأجيج غضب السكان.

ويرى ناشطون محليون أن ما يجري يعكس “الوجه الحقيقي لعسكرة الثغرين المحتلين” ويُبرز غياب أي رؤية إنسانية أو تنموية في إدارة نقاط العبور، داعين إلى اعتماد مقاربة جديدة قوامها الكرامة والتنظيم والعدالة في التنقل بين الضفتين.

Exit mobile version