أثارت تدوينات الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، موجة واسعة من الرفض والاستنكار بعد تطاولها على الملك محمد السادس ومؤسسات الدولة المغربية في تعليقات اعتُبرت مستفزة وغير مسؤولة.
وفي رد قانوني سريع، أعلن نادي المحامين بالمغرب عن تقديم شكاية رسمية إلى النيابة العامة بتركيا عبر القنوات الدبلوماسية، يتهم فيها توكل كرمان بـ”التحريض على العنف والإرهاب والإساءة إلى رئيس دولة أجنبية”، معتبراً أن ما صدر عنها يدخل في خانة الأفعال التي تمس بالاحترام الواجب لرؤساء الدول وسيادتها.
ويرى متتبعون أن ما أقدمت عليه كرمان ليس سلوكاً معزولاً، بل يندرج ضمن نهج تصعيدي تتبناه منذ سنوات، قائم على الخطاب العدائي والتحريضي تجاه الأنظمة العربية، خصوصاً بعدما فقدت بريقها الإعلامي الذي رافقها خلال أحداث ما سمي بـ”الربيع العربي”.
ووفقاً لمحللين يمنيين، فإن خلفيات كرمان الإيديولوجية تفسر مواقفها المتطرفة، إذ تنحدر من أسرة ذات انتماء إخواني واضح، حيث كان والدها، عبد السلام كرمان، أحد مؤسسي حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وهو الحزب الذي كانت توكل عضواً في مجلس شوراه سنة 2007.
وقد لمع اسمها خلال احتجاجات سنة 2011 ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، قبل أن تنقلب الأحداث إلى حرب أحرقت الأخضر واليابس وأدخلت اليمن في دوامة من الصراعات والانقسامات، ما جعلها عرضة لانتقادات حادة حتى من داخل أسرتها، أبرزها من شقيقها طارق كرمان الذي اتهمها علناً بـ”المساهمة في تدمير الوطن”.
ورغم فوزها بجائزة نوبل للسلام سنة 2011 إلى جانب شخصيتين ليبيريتين، إلا أن العديد من التقارير الإعلامية الدولية شككت في أحقيتها بالجائزة، مشيرة إلى دور قطر في دعم ترشحها والتأثير على لجنة الاختيار.
ويرى المراقبون أن كرمان تعيش اليوم على وقع تراجع نفوذها الإعلامي والسياسي، ما يدفعها إلى اللجوء إلى مواقف استفزازية بين الفينة والأخرى لإعادة تسليط الضوء عليها، وهو ما يفسر خروجها الأخير ضد المغرب ومؤسساته في توقيت حساس تشهد فيه القضية الوطنية تطورات مهمة على مستوى مجلس الأمن.
ويؤكد العديد من الفاعلين الحقوقيين والسياسيين المغاربة أن الهجوم على رموز السيادة الوطنية خط أحمر، وأن المغرب سيظل دولة مؤسسات قوية، محصنة ضد محاولات الإساءة أو التشويش، معتبرين أن ما صدر عن كرمان يعكس انحرافاً أخلاقياً وفكرياً لا يليق بحاملة جائزة نوبل للسلام.
وفي ختام موجة الردود، علق أحد النشطاء المغاربة بالقول: “ما ضر البحر إن خاض فيه كلب، فالمغرب ثابت في سيادته وملكه خط أحمر، ومن تطاول عليه لا يضر إلا نفسه.”

