تعيش مدينة طنجة على إيقاع استعدادات لإطلاق مشروع استثماري ضخم يحمل اسم “المدينة المتوسطية”، بشراكة بين الحكومة المغربية ومجموعة نايف الراجحي الاستثمارية السعودية، باستثمار يفوق 250 مليون درهم، في خطوة تعزز مكانة المدينة كأحد أبرز أقطاب الاستثمار والسياحة في حوض المتوسط.
المشروع، الذي سيقام على الواجهة البحرية لطنجة، يجمع بين الفضاءات الترفيهية والتجارية والثقافية، ويُرتقب أن يخلق أزيد من 200 منصب شغل مباشر إلى جانب مئات مناصب الشغل غير المباشرة، ما يعكس حجم الأثر الاقتصادي والاجتماعي المرتقب لهذا الورش الطموح.
ويُعد هذا الاستثمار تحولاً نوعياً في توجهات رؤوس الأموال الخليجية نحو طنجة، إذ ينتقل من التركيز التقليدي على المشاريع العقارية والسكنية إلى مشاريع مهيكلة ذات بعد تنموي وسياحي، تنسجم مع الرؤية الاستراتيجية للمملكة في أفق 2030، الهادفة إلى جعل المدينة وجهة سياحية متكاملة الخدمات.
ويأتي مشروع “المدينة المتوسطية” ضمن خارطة الطريق السياحية 2023-2026، التي تراهن على مشاريع مبتكرة لتثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية لطنجة، وتعزيز قدرتها التنافسية في مواجهة كبريات المدن الساحلية المتوسطية.
وتُعد مجموعة نايف الراجحي واحدة من أبرز المجموعات الاستثمارية العائلية في الخليج، بفضل تنوع استثماراتها في قطاعات الفندقة والطاقة والصحة والعقار، وتصنيفها ضمن “أفضل 100 شركة عربية عائلية” وفق مجلة فوربس الشرق الأوسط.
ويرى متتبعون أن دخول المجموعة السعودية إلى السوق الطنجاوي يشكل إشارة ثقة قوية في مناخ الاستثمار المغربي، ورسالة تؤكد أن طنجة باتت اليوم منصة اقتصادية وسياحية جذابة بامتياز، بفضل موقعها الاستراتيجي المطل على مضيق جبل طارق وديناميتها التنموية المتصاعدة.

