Site icon Chamalpress | شمال بريس

تراخي الترافع البرلماني يعمق العزلة الجوية للحسيمة ويزيد معاناة الجالية

رغم الحزمة الكبيرة من الاستثمارات التي ضخت في مطار الشريف الإدريسي بالحسيمة خلال السنوات الأخيرة، ما تزال المدينة ومعها الجالية المغربية المقيمة بالخارج تعيش حالة “عزلة جوية” شبه كاملة، تجهض آمال الربط المنتظم مع أوروبا وتفرغ المشاريع المهيكلة من مضمونها التنموي.

فبحسب ما تؤكده فعاليات محلية وأبناء الجالية المنحدرون من الإقليم، فإن عمليات التوسعة والتأهيل التي عرفها المطار لم تترجم على أرض الواقع بفتح خطوط دولية منتظمة، خاصة نحو العواصم والمدن الأوروبية التي تحتضن كثافة مهمة من مهاجري المنطقة. هذا الفارق الصارخ بين حجم الاستثمار وضعف النتائج يطرح، مرة أخرى، أسئلة ملحة حول نجاعة السياسات الجوية الموجهة للأقاليم الشمالية.

الحسيمة، التي تعد من أكبر مناطق المغرب تصديراً للجالية نحو إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، ما تزال محرومة من رحلات دولية مستقرة، الأمر الذي يضطر آلاف المسافرين إلى قطع مئات الكيلومترات نحو مطارات أخرى كطنجة والناظور وفاس، قبل مواصلة السفر برا نحو الإقليم، في رحلة شاقة مادياً ونفسياً.

ويرى مهنيون في القطاع السياحي أن هذا الوضع لا يضرب تنافسية المدينة سياحياً فقط، بل يفاقم العزلة الاقتصادية ويعطل جزءاً كبيراً من الدينامية التي يفترض أن يخلقها المطار بصفته المنفذ الحيوي الوحيد، خاصة بعد توقف الخطوط البحرية التي كانت تربط الحسيمة بعدد من الموانئ الأوروبية.

وإذا كانت الوعود المتكررة بفتح خطوط جوية جديدة – خصوصاً بين الحسيمة ومالقا – قد أثارت بعض الأمل خلال السنوات الماضية، فإنها بقيت محصورة في تصريحات رسمية دون جدول زمني واضح، ما جعلها أقرب إلى التطمينات الظرفية منها إلى قرارات عملية تليق بحجم الانتظار والتطلعات.

وتقترح الفعاليات المدنية والسياحية حلولاً واضحة تتمثل في إطلاق خطوط مباشرة ومنتظمة طيلة السنة نحو الوجهات التي تشهد أعلى نسب من أبناء الجالية والسياح، وفي مقدمتها: الحسيمة – مدريد، الحسيمة – برشلونة، الحسيمة – باريس، الحسيمة – مارسيليا، الحسيمة – بوردو، الحسيمة – بروكسيل/شارلروا، الحسيمة – أمستردام، والحسيمة – برلين أو دوسلدورف.

وفي ظل استمرار هذا “الانسداد الجوي”، وجه عدد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين نداءً مستعجلاً إلى المسؤولين والمنتخبين والبرلمانيين المنحدرين من الإقليم، داعين إلى تحريك الملف بشكل جدي والانتقال من زمن التصريحات إلى زمن القرارات والتنفيذ.

Exit mobile version