شهدت مدينة الحسيمة، ليلة الثلاثاء 18 نونبر 2025، واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية في فصل الشتاء، بعدما أطلقت السلطات الإقليمية حملة واسعة لإيواء الأشخاص في وضعية التشرد، تنفيذاً لتعليمات مباشرة من عامل الإقليم الجديد، السيد فؤاد حاجي. وجاءت هذه العملية الاستعجالية في سياق موجة برد قاسية تجتاح المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وما تشكله من مخاطر جدية على حياة هذه الفئة الهشة.
وانطلقت الحملة تحت إشراف رئيس ملحقة ميناء الحسيمة، الذي ترأس لجنة ميدانية ضمت مختلف المتدخلين: مصالح الأمن الوطني، المديرية الإقليمية للتعاون الوطني، عناصر القوات المساعدة، فرق الوقاية المدنية، جمعية “أحد” للأعمال الاجتماعية، وأعوان السلطة بمدينة الحسيمة. وقد قامت اللجنة بجولات ميدانية ليلية في عدد من الأحياء والمساحات المهجورة والنقاط التي يلجأ إليها المشردون عادة، في محاولة للوصول إلى أكبر عدد منهم.
وأسفرت هذه العمليات عن انتشال مجموعة من المواطنين الذين كانوا يفترشون العراء في ظروف مناخية خطيرة، حيث قدمت لهم المساعدة الأولية بعين المكان قبل نقلهم إلى مركز الإيواء التابع لجمعية “أحد” للأعمال الاجتماعية، التي وفّرت لهم ظروف استقبال لائقة، من تدفئة وأغطية ووجبات غذائية، حماية لهم من موجة الصقيع التي تضرب المنطقة.
وتشكل هذه المبادرة امتداداً لسلسلة من التدخلات التي باشرتها السلطات منذ فاتح نونبر الجاري، والتي مكنت إلى حدود اليوم من إيواء 34 شخصاً دون مأوى، في إطار مقاربة اجتماعية وإنسانية تستهدف حماية الأرواح والتخفيف من آثار البرد القارس.
وتندرج هذه الحملة ضمن خطة استباقية وضعتها السلطات الإقليمية بالحسيمة لمواجهة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، عبر تعبئة كل المصالح الأمنية والاجتماعية والإنسانية، تأكيداً على أولوية صون كرامة المواطنين وحماية الفئات الهشة خلال هذه الفترة الحرجة من السنة.

