كشفت مصادر مطلعة أن يوسف المنداري، القابع حالياً وراء القضبان لقضاء عقوبة خمس سنوات سجناً نافذاً، أدلى باعترافات جديدة أماطت اللثام عن جرائم لم تكن مشمولة في ملف متابعته الأصلي، أبرزها التورط في نشر وتوزيع محتويات مضللة لفائدة أشخاص متهمين بإنتاج مواد رقمية تتضمن التشهير والابتزاز.
وبحسب المعطيات نفسها، فقد أكد المنداري أمام عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أنه كان جزءاً من الأنشطة الإجرامية التي يديرها هشام جيراندو من كندا، والذي ما يزال ملاحقاً من قبل العدالة المغربية.
وأقر المنداري أيضاً بأنه شارك في تأسيس بنية منظمة لنشر الأكاذيب والأخبار المفبركة، تستهدف التشهير بعدد من الشخصيات العمومية، بينهم مسؤولون رفيعو المستوى في أجهزة الأمن.
كما خضع المعني بالأمر لتحقيق معمق حول ارتباطه بالشبكة الرقمية التي يديرها جيراندو عن بعد، مؤكداً أنه كان على تواصل مستمر معه، ويتلقى منه معطيات مختلقة ليتم تمريرها عبر قناة «تحدي» وأجهزة رقمية أخرى.
وفي ما يتعلق بالاتهامات التي روج لها جيراندو، وعلى رأسها مزاعم شراء المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي ليخت فاخر بقيمة 14 مليون درهم، أو إقامة زوجته بأجنحة فخمة في فندق ريتز-كارلتون بباريس مقابل مبالغ تتراوح بين 2000 و3000 يورو لليلة الواحدة، فقد أكد المنداري أن هذه الادعاءات محض افتراء ولا تمت للواقع بصلة، وأن مصدرها شخصية وهمية تدعى «جليل» تستعمل لتمويه المتابعين وخدمة أهداف التشهير.
هذه الاعترافات الجديدة تضيف قطعة أخرى إلى صورة باتت أكثر وضوحاً: شبكة يقودها جيراندو تعتمد التضليل والافتراء كآلية للتشويش على مؤسسات الدولة واستهداف شخصيات مغربية عبر حملة ممنهجة تتجاوز حدود البلاد.

