تابع الرأي العام المغربي مؤخرا الصراع القائم بين حميد المهداوي و”المجلس الوطني للصحافة” على خلفية تسريب حميد المهداوي لفيديو يخص اجتماعا لأعضاء لجنة الأخلاقيات يناقشون فيه ملف المهداوي.
هذا الصراع وصل إلى ردهات المحاكم بعدما خلق شقوقا كبيرة في الجسم الصحفي و نقاشات حادة في دائرة الحقوقيين. هناك من أدان سلوك أعضاء لجنة الاخلاقيات وهناك من وضع سلوك المهداوي تحت دائرة الشك في نواياه بالنظر إلى التوقيت الذي اختار فيه المهداوي نشر الفيديو المعلوم والذي كان يتحوزه منذ شهور.
آراء أخرى رأت بعين الريبة تصرف المهداوي الذي لجأ إلى عرض الفيديو على العموم عوض التحجج به أمام القضاء الذي يدعي أنه يحترمه “أيما احترام” في خرجاته.
آراء أخرى كثيرة أدانت سلوك المهداوي واعتبرت أن الأضرار التي خلفها الفيديو المسرب على سمعة المغرب أخطر بكثير من مضامين الاجتماع المعلوم “للجنة الأخلاقيات” وأخطر من نظرية “الاستهداف” الذي يدعي المهداوي التعرض له.
المهداوي كرر مؤخرا طلب “الحماية الملكية” فماذا كان يضيره رفع تظلمه إلى الديوان الملكي مرفوقا بالفيديو المعلوم عوض اللجوء إلى عملية “تشهير” عابرة للقارات بالمملكة المغربية بما لها من تداعيات سلبية تخدم أجندات الأعداء العلنيين والمستترين.
العارفون بالخبايا الحقيقية لهذا الصراع يرون أن “أرباح” المهداوي أكبر بكثير من مجرد ادعاء المظلومية ولعب دور الضحية. بل يكادوا يجزمون أن المهداوي لجأ إلى نهج سياسة “الأرض المحروقة” ولو على حساب سمعة بلده وسمعة المؤسسات التي يكيل لها الاحترام الخادع في قناته “بديل” ويدبر لها المكائد عبر مختلف القنوات “السرية” التي تموله و توجهه لخدمة أجندة تخريبية لم تعد خافية.
هدف المهداوي، حسب من يعرفه جيدا، هو الحصول على “الشرعية” الشعبية التي طالما حلم بها من أجل وضع الأسس الأولى لعملية هدم النظام ويبقى واهما من يظن أن المهداوي مجرد صحفي أو يوتوبر “على قد الحال” كما يريد أن يصور نفسه.
المهداوي يكذب على المغاربة في خرجاته ويقول أنه نشأ وسط عائلة محافظة بفعل عمل الأب كمعلم وإمام مسجد والحال أنه في اعترافات أخرى، يصرح أنه نشأ صغيرا ويافعا تحت تأثير الفكر اليساري الثوري لأحد إخوته، وهو الفكر الذي “أكل” و “شرب” منه لاحقا خلال دراسته الجامعية.
حميد المهداوي هو تركيبة متعددة الأبعاد من “شر” ما أنتجت بعض الإيديولوجيات. بعد أن شرب من مدرسة اليسار الثوري، خاض المهداوي في فلسفة “ماكيافيل” بكل تشعباتها “الشريرة” خاصة مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، قبل أن يستكمل تكوينه الذاتي الثوري بالغوص في أعماق الفكر الإسلامي المنحرف الذي يجعل من التقية والمواربة والمهدانة والاستكانة منهاجا و طريقا للوصول إلى الغاية القصوى وهي الإطاحة بالنظام.
“خوتي لمغاربة”، و ” المؤسسة الملكية على راسي وعينيا”، “وأنا ملكي حتى النخاع” و “سي عبد النبوي المحترم”، “سي البلوي الفاضل”، “سي حرمو مكنسمع عليه غير الخير”… كلها متلازمات يشنف بها المهداوي أسماع “الجماهير” يوميا وهو يضمر ما يضمر من شر وفتن وقيل وقال وكثرة السؤال عن هذا وذاك لغرض خبيث واحد ووحيد، هو يراه قريبا إذا تمكن هو ومن معه من اختراق الجماهير وقطع الإمداد “الشعبي” عن الملكية وشق صفوف المؤسسات والتنظيمات الرسمية.
حين “ينصح” المهداوي بالابتعاد عن الملكية وتوقيرها، و”احترام” المؤسسات والدين الإسلامي، فذلك ليس إلا من باب ما سلف ذكره. ولمن يريد معرفة الوجه الحقيقي للمهداوي فليتفضل ويستمع لما يصرح به في الفيديو المرفق بهذا المقال..فيديو غير مسرب، ولا مركب، ولا “مهرب” من جهة ما بل فيديو يتضمن كلامه وبوحه وتصريحاته كيف يرى نفسه ثوريا بالفطرة و مكارا “بالهضرة”..فيديو لا يحتاج لا لـ “p’tit mot” ولا “gros mot” ولكن لـ “mot juste”. فقط كلمة حق لتعرف “أخلاقيات الشعب المغربي” في أي واد وجحيم يهيم السيد المهداوي.

