احتضنت مدينة تطوان، أيام 13 و14 و15 ماي الجاري، فعاليات الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس المدرسة الأهلية، التي تشكّل أحد أبرز المعالم التربوية والتاريخية بالمغرب، والتي تأسست سنة 1925 كعنوان للعلم والمقاومة الثقافية في مواجهة المستعمر.
وقد شاركت جماعة تطوان في هذه التظاهرة الوطنية والتربوية، التي نظمتها جمعية قدماء المعهد الحر ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، بشراكة مع عمالة إقليم تطوان، وجامعة عبد المالك السعدي، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والمجلس الإقليمي لتطوان.
وبالمناسبة، ألقى نائب رئيس جماعة تطوان، كلمة نيابة عن رئيس الجماعة، عبّر فيها عن اعتزاز جماعة تطوان بهذا الصرح التربوي العريق، مشيداً بدوره الريادي في تنشئة أجيال من الكفاءات الوطنية، ومساهمته في بناء مجتمع المعرفة، وصموده في وجه محاولات طمس الهوية الثقافية والوطنية خلال فترة الاستعمار.
وأكد في كلمته أن المدرسة الأهلية تمثل أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي منارة للعلم والنضال والالتزام الوطني، حيث ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة والوعي الوطني، من خلال أطرها وطلبتها الذين حملوا مشعل النضال والتنوير.
وأشار رئيس جماعة تطوان إلى أن الجماعة تولي أهمية خاصة لمجالي التعليم والثقافة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في تحقيق التنمية المستدامة، مبرزاً التزام الجماعة بدعم المؤسسات التعليمية وتحفيز المبادرات الثقافية الهادفة.
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة صيانة هذا المعلم التاريخي، ليظل شاهداً حياً على مسيرة من الكفاح الثقافي والتربوي، ومصدر إلهام للأجيال الصاعدة، داعياً إلى تظافر الجهود للحفاظ عليه وتعزيز إشعاعه التربوي والوطني.
وتميزت فعاليات الاحتفال بعرض شريط وثائقي يوثق لمحطات تطور المدرسة الأهلية منذ نشأتها، وإسهاماتها في بناء المشهد التربوي الوطني. كما تم تنظيم معرض للصور والوثائق التاريخية، بالإضافة إلى تقديم محاضرة علمية تناولت تاريخ التعليم بالمغرب وأدوار المدرسة الأهلية في هذا السياق.
وشهد الحفل حضوراً وازناً لعدد من الشخصيات الرسمية والأكاديمية، على رأسهم عامل إقليم تطوان، ورئيس المجلس الإقليمي، وممثلون عن جامعة عبد المالك السعدي، ووكالة تنمية أقاليم الشمال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني ومؤسسات وطنية مرموقة كمؤسسة عبد الخالق الطريس ومؤسسة محمد داود.
كما تم بهذه المناسبة تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إشعاع المدرسة الأهلية، والرفع من مكانتها التربوية، في لحظة اعتراف ووفاء لجهودهم في خدمة التربية والوطن.
ويُعد هذا الاحتفال محطة رمزية بارزة لاستحضار ذاكرة مدينة تطوان التربوية، وتأكيداً على أن التعليم يظل المدخل الأسمى للحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق التنمية المنشودة.
تعليقات الزوار ( 0 )