يبدو أن التحليلات التي ذهبت إلى ارتباط توقف الاحتجاجات التي تعرفها منطقة الريف منذ أزيد من ستة أشهر، باعتقال رموز هذا الحراك، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، الذي أعلن عن توقيفه بداية هذا الأسبوع، لم تكن في محلها، إذ سرعان ما استمرت الاحتجاجات لتسفر عن رموز جديدة في هذا الحراك.
وهكذا ظهر وجه جديد في واجهة هذا الحراك، يتعلق الأمر بامرأة أخذت زمام قيادة الحراك من القيادي من الموقوف ناصر الزفزافي، ليصبح صوتها ودعواتها إلى التظاهر محط تجاوب من طرف شرائح كبيرة من ساكنة مدينة الحسيمة ونواحيها. كان آخرها المسيرة الحاشدة التي تم تنظيمها بمنطقة “سيدي العابد”.
“مواصلة الحراك والالتزام بالسلمية، وعدم الاستلام إلى حين تحقيق المطالب المشروعة وإطلاق سراح المعتقلين”، هكذا تحدثت نوال بن عيسى، في كلمة ختامية للمسيرة الحاشدة التي شارك فيها آلاف من أبناء منطقة الريف، الذين خرجوا نصرة لناصر الزفزافي وباقي المعتقلين.
وفي الوقت الذي لا تتوفر معطيات كافية عن سيرة هذه الناشطة الريفية، فإن المعلومات المتاحة تشير إلى أن المعنية هي سيدة في الثلاثينات من العمر، وأم لأربعة أطفال، وكانت من مناصرين ناصر الزفزافي اذ كانت تجتمع معهم في معظم الاجتماعات. ويظهر من خلال حسابها على موقع الفيسبوك، تفاعلها اللافت مع الحراك الذي تشهده مدينة الحسيمة، منذ سبعة أشهر.
وتبدي بن عيسى، تمسكها بخيار السلمية في مواصلة الاحتجاج، شانها شان سلفها المعتقل ناصر الزفزافي، وهو ما عبرت عنه قبيل مسيرة يوم أمس الثلاثاء، عندما كتبت على صفحتها الشخصية ” كل من سولت له نفسه أن يحمل حجرا أو أي شيء يريد به عنفا ضد القوات، فليس منا وسنعتبره خائنا لنا”.
وخاطبت الناشطة الريفية، الجماهير الراغبة في المشاركة في المسيرة ” حكموا عقولكم فنحن لا نريد أذية أحد مهما حدث”، معتبرة أن “أفراد القوات يبقون إخواننا يفصلهم عنا اللباس والمهام فقط، إنهم أبناء الشعب أيضا ومطحونون مثلنا أيضا”
وحذرت ممن “يسير خططا دنيئة لجرنا للعنف وارتكاب مجازر في الريف الأعزل”.
وأضافت ” من التزم بالسلمية فمرحبا به بيننا، ومن تهور فسيكون خائنا لنا وللريف، نحن خرجنا من أجل حقوق بسيطة والاحتجاج السلمي حق مشروع “.
وترفض نوال بن عيسى، اعتبار نفسها خليفة للنشاط المعتقل ناصر الزفزافي من خلال قولها ” أتعلمون من خليفة ناصر.. إنها الجماهير الشعبية السلمية وليس شخص واحد “.
تعليقات الزوار ( 0 )