-
°C
weather
+ تابعنا

الحسيمة.. احتفالات لا نظير لها بليلة القدر

كتب في 2 يونيو 2019 - 1:46 ص

يحيي المغاربة في ليلة السابع والعشرين من رمضان ليلة القدر المباركة، وتتزين الشوارع، ويخرج الأطفال الذين يرتدون ملابس زاهية، وتلتقط لهم الصور تخليدا ليوم صومهم الأول، واحتفاءا بليلة القدر وأجوائها الروحانية الخاصة.

شهدت الحسيمة ليلة هذا اليوم رونقا خاصا واحتفالات لا نظير لها بليلة القدر، حيث غصت الشوارع والساحات بالأطفال الصغار الصائمون في هذا اليوم، وهم يتقافزون فرحا بالهدايا التي يقتنيها لهم آباؤهم، فيما تحضر النسوة أطباقا تقليدية، كـ “الكسكس” المغربي والطاجين تتحلق حولها العائلة، ويقضي أفرادها ليلتهم ذهابا وإيابا إلى مسجد الحي.

وعلى جنبات المساجد، يعرض الباعة السجادات والعطور العربية والأبخرة، ومنتوجات غذائية أخرى، يقبل عليها المصلون بأعداد كبيرة، خاصة خلال العشر الأواخر من رمضان.

وتعتبر ليلة القدر أهم وأعظم الليالي الرمضانية ففيها أنزل القرآن وهي من حيث الأهمية (خير من ألف شهر) وسميت بهذا الإسم حسب علماء الإسلام لعظمتها ومكانتها فهي (ليلة ذات قدْر عظيم ) ولأن فيها يُـقدِّر الله أحكام السنة ( فيها يفرق كل أمر حكيم) وقيل أن القدر بمعنى التضييق إذ في ليلة القدر تضيق الأرض بالملائكة.

أول عام صيام

تكون ليلة القدر مناسبة للاحتفال بأول صيام للأطفال، هذا الصيام الذي ترتبط به عدة عادات سواء داخل الأسر أو في الشوارع والحدائق العامة، فيتم حمل الأولاد كالأبطال وترفع الفتاة كالعروس.

يقضي الأطفال صباحهم في اللعب مع أصدقائهم وأبناء جيرانهم ينتظرون بفارغ الصبر تفرغ أمهاتهم من الأعمال البيتية لتصطحبنهم إلى المصور لالتقاط صور للذكرى. الفرحة بهذه المناسبة لا تخص الأطفال فحسب، بل تكتسح قلوب كل فئات المغاربة.

 

طقوس 

أما البعض الآخر، فيتوجه إلى مقابر المدينة للترحم على أقاربهم المتوفين بتلاوة القرآن والتصدق على الفقراء والمساكين للدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

كما يتم استغلال هذه المناسبة في زيارة الأهل والأقارب بهدف إحياء صلة الرحم وتوطيد العلاقة بين أفراد العائلة الذين لا يتم الالتقاء بهم طيلة أيام السنة في زمن يشكو من سرعة الإيقاع وضيق الوقت.

بعد الانتهاء من هذه الزيارات، تتوجه كل امرأة إلى بيتها لإضفاء اللمسات الأخيرة على مائدة الإفطار، ومنهن من تفضلن الإفطار الجماعي مع أفراد عائلتهن، لكل عاداته ومخططاته.

 

روحانيات

وفي صلاة العشاء تمتلئ المساجد عن آخرها بالمصلين المرتدين لأبهى الحلل، مما يشعرك بالارتباط الوثيق بين الشعب المغربي وبين الدين الإسلامي ومدى تمسكهم بقيمه ومبادئه.

تتوقف حركة السير لقيام ليلة السابع والعشرين من رمضان على أمل أن تكون هي ليلة القدر، يقف المصلون وراء المقرئين والأئمة إحياء لليلة المباركة بالصلوات وقراءة القرآن ورفع الأيادي بالدعاء في تضرع وخشوع طمعًا في إدراك أجر الليلة والحصول على العفو والمغفرة.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .