مع إعلان وزارة الصحة انطلاق حملة للتطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، تناسلت التساؤلات حول مدى ضرورة هذه الجرعة والأشخاص المعنيين بها.
وأكد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن هناك اجماع علمي على إعطاء فئة من المرضى الجرعة الثالثة باستعجال وبالضرورة ومباشرة بعد أربع أسابيع من تلقيهم للجرعة الثانية، عوض ستة أشهر، لحمايتهم من مخاطر عالية جدا، وهم المرضى الذين يعانون من مشاكل كبيرة في المناعة أو يتناولون أدوية تضعف المناعة بشكل قوي، كمن استفادوا من عملية زرع الأعضاء، والمرضى الذين يخضعون لتصفية الكلي، والذين يعانون من بعض أنواع السرطانات الخاصة.
وأوضح الطبيب أن هناك اتفاق على إعطاء الجرعة الثالثة للمسنين من 65 سنة فما فوق، والذين يعانون من الأمراض المزمنة والذين يعانون من السمنة مهما كان السن، وللمهنيين الصحيين والمهن التي تواجه خطر الفيروس بحكم العمل.
هل الجرعة الثالثة للجميع؟
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيتم تعميم الجرعة الثالثة على الجميع، أبرز حمضي أنه إلى “حدود الساعة هناك نقاش علمي عالمي حول الجرعة الثالثة بالنسبة لغير الفئات المستهدفة حاليا ذات عوامل الاختطار بحكم السن أو الأمراض المزمنة أو المهنة”.
وفي هذا السياق، شدد المتحدث على أن الجرعة الثالثة أثبتت أنها تضاعف منسوب انتاج مضادات الأجسام عند الذين تلقوا الجرعتين، ولكن السلطات الصحية في دول العالم ومنظمة الصحة العالمية في انتظار دراسات ميدانية تؤكد فائدة وضرورة هذه الجرعة بالنسبة لكل من هم فوق 18 سنة أو 40 أو 50 سنة مثلا.
وأشار الباحث في السياسات والنظم الصحية إلى أن هناك اتجاه لدى بعض الخبراء الذين يعتقدون أنه مع تطور الجائحة، وربما ظهور طفرات ومتحورات جديدة، سيكون من الضروري إعطاء جرعة ثالثة لجميع الملقحين، وبالتالي سيصبح النظام الأساسي للتلقيح ضد كوفيد 19 هو ثلاث جرعات وليس اثنتين. ولكن يجب انتظار الدراسات وتطور الجائحة. واليوم هناك الفئات ذات الأولوية، والأمور تتطور مع الجائحة وتطور المعطيات العلمية.
جرعة رابعة وخامسة
وتعليقا على الاستفسارات الرائجة حول إمكانية استعمال جرعة رابعة وخامسة، قال حمضي إن التقييم العام لتطور الفيروس وتطور الجائحة وفعالية اللقاحات يفيد لدى العديد من الخبراء الدوليين بأن نظام الثلاث جرعات كتلقيح أساسي في الغالب سيكون كافيا لحماية فائقة ضد المرض، وبالخصوص ضد الحالات الخطرة والوفيات.
أخذ اللقاح بشكل دوري
وعن إمكانية أخد اللقاح بشكل دوري (كل سنة مثلا)، يوضح المتحدث أنه يجب التميز بين الجرعة الثالثة وجرعات التذكير، فالجرعة الثانية أو الثالثة هدفها هو إعطاء الحماية اللازمة والكاملة، وإذا اكتملت يعتبر الشخص ملقحا بشكل كامل. وفي علم اللقاحات نعرف أن الملقحين مع مرور الوقت والسنوات تنقص مناعتهم ضد المرض، ويحتاجون أحيانا لحقنة تذكير لتحفيز المناعة من جديد، كل سنة أو خمس أو عشر أو عشرين سنة، حسب الفيروس وحسب مدة فعالية اللقاح.
وبالنسبة إلى كوفيد 19، يسترسل الطبيب، فإن الخبراء يعتقدون أكثر فأكثر أن الفيروس قد يبقى معنا لبعض الوقت ويجب التعايش معه. وقد يكون من الضروري لبعض الفئات على الأقل أحد جرعات تذكير كل سنة أو ثلاث أو خمس سنوات، ربما فئات أخرى كالشباب والأطفال مثلا قد لا تحتاجها، كل شيء متوقف على تطور الجائحة الحالية وتطور الفيروس وتطور اللقاحات وعملية التلقيح والإجراءات الاحترازية. لكن الأساس اليوم هو الخروج من هذه الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية.
أزيد من 156 ألف ملقحا بالجرعة الثالثة
يشار إلى أن عملية التلقيح بالجرعة الثالثة انطلقت بداية هذا الأسبوع، بعد توصيات من اللجنة العلمية، قصد بلوغ المناعة الجماعية.
أعلنت وزارة الصحة، اليوم السبت 9 أكتوبر، أن 176 ألفا و594 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″، بعد مرور ستة أيام فقط من إطلاق عمليتها.
ووصل عدد الملقحين بالكامل (الجرعة الثانية) إلى 20 مليون و98 ألف و752 شخصا، فيما بلغ عدد متلقي الجرعة الأولى 23 مليون و23 ألف و859 شخصا.
وأبرزت الوزارة في النشرة اليومية لنتائج (كوفيد-19)، من جهة أخرى، أنه تم تسجيل 515 إصابة جديدة ب(كوفيد-19)، و845 حالة شفاء، و16 وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.
تعليقات الزوار ( 0 )