كشف حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حصيلة عمل المكتب منذ إنشائه قبل ثماني سنوات في مجال محاربة الجريمة الإرهابية، مؤكدا أنه يشتغل بطريقة منتظمة ومتطورة وبتنسيق مع المصالح المركزية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وأوضح الشرقاوي، خلال حلوله ضيفا على برنامج “لقاء هسبريس”، الذي يبث بمناسبة ذكرى تأسيس الأمن الوطني وأحداث 16 ماي الإرهابية التي هزت الدار البيضاء سنة 2003، أن المكتب تمكن منذ إنشائه من تفكيك 90 خلية إرهابية.
ومضى رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية موضحا أن الخلايا التي جرى تفكيكها من بينها 84 خلية إرهابية موالية لـ”داعش”، وست خلايا تنشط في ما يطلق عليه “الاستحلال والفيء”، مبرزا أن هؤلاء المتطرفين “يقومون بأعمال إرهابية ضد الأشخاص، ويشرعنون ما تتم سرقته ويعتبرون عملية السطو حلالا”.
وسجل الشرقاوي أن عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية أدت إلى “توقيف 1514 شخصا منذ إنشاء المكتب إلى اليوم، من بينهم 35 قاصرا و14 امرأة، منهن اللائي تم توقيفهن في إطار الخلية النسائية التي جرى تفكيكها سنة 2016”.
وأكد المسؤول الأمني ذاته أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى حد الآن يشتغل بطريقة “منتظمة ومتطورة وبتنسيق مع المصالح المركزية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني”، نافيا أن يكون هناك أي تنسيق مع أي جهات أخرى في الموضوع.
وأشار المتحدث إلى أن “أي خصاص يمكن سده من طرف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، سواء كان ماديا أو لوجستيكيا أو بشريا، وعلى جميع المستويات”، مبرزا أن “هناك سعيا دائما إلى تطوير مهنية العناصر ودائرة الاشتغال وأساليب استغلال المعلومة، في تنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي يتبع لها المكتب”، وزاد: “الإمكانيات التي نتوفر عليها جد كافية ولدينا عنصر بشري عالي التكوين، بما يشمل 20 امرأة”.
كما أكد الشرقاوي أن الأجهزة الأمنية تواكب بشكل مستمر التطور الذي تعرفه الجريمة، معتبرا أن الإرهاب الإلكتروني يعد من أبرز التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية في العالم، وموضحا أن “التطور التكنولوجي وإساءة استغلاله من طرف التنظيمات الإرهابية، سواء في ما يخص نشر الفتنة الاستقطاب أو الدعاية وتكوين الخلايا، يفرض مواكبته على مستوى الأجهزة الأمنية”.
كما اعتبر المسؤول الأمني ذاته أن جبهة البوليساريو “تشكل تهديدا حقيقيا للمملكة المغربية، وهي تحد أمني كبير ليس للمغرب فحسب، وإنما للمنطقة المغاربية كلها”، مشددا على أن “ما يؤكد تورط جبهة البوليساريو وعلاقتها بالإرهاب هو ثبوت التحاق حوالي 100 عنصر منها بالتنظيمات الإرهابية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنها أصبحت متورطة في الجريمة الإرهابية”.
وسجل المتحدث أيضا أنه “بعد اندحار داعش وفقدان معاقله التقليدية في العراق وسوريا نقل أنشطته إلى فروعه في منطقة الساحل، حيث توجد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وولاية تنظيم الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى، الذي كان يترأسه عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي تمت تصفيته، ومعروف أنه من مدينة العيون، وأحد العناصر البارزة في جبهة البوليساريو”.
وخلص الشرقاوي إلى أن “منطقة الساحل وغرب إفريقيا أصبحت ملاذا آمنا للتنظيمات الإرهابية بسبب ضعف التنسيق الأمني بين دول المنطقة، وشساعتها وضعف مراقبة الحدود”، محذرا من أن “الانفصال يغذي الإرهاب، فيما الإرهاب يغذي الانفصال، وكلاهما وجهان لعملة واحدة”.
تعليقات الزوار ( 0 )