إذا كان للفشل عنوان فهو الجزائر بدون أدنى شك، لأن الأمر يتعلق فعلا بحالة استثنائية في تاريخ العلاقات الدولية التي لم تشهد منذ مطلع القرن الحالي دولة يصر نظامها الحاكم على كشف مكامن ضعفها للمنتظم الدولي، وهو ما ظهر جليا عندما قررت الطغمة العسكرية الحاكمة في المرادية، التقدم بطلب للإنضمام إلى مجموعة البريكس بالرغم من يقينهم التام بأن الوضعية الإقتصادية والسياسية للبلاد لا تسمح بذلك.
هو في الحقيقة تساؤل مشروع يطرحه المواطن الجزائري البسيط قبل غيره “كيف ستدخل الجزائر المصنفة رقم واحد عالميا من حيث عدد طوابير المعيش اليومي في منظمة تضم قوى اقتصادية وصناعية وعسكرية عالمية.. ؟”، لقد كان ضربا من الجنون أن يفكر تبون وشنقريحة في دخول البريكس وهم يعلمون أن الجزائر عاجزة عن تأمين حدودها البرية، فهل يعقل أن تجد مكانا بين القوى العالمية من قبيل روسيا والهند والصين؟
وإذا كانت الآلة الدعائية العسكرية في الجزائر قد حاولت عبثا تغطية هذه الصفعة التي تلقاها تبون على قفاه، برفض بلاده من قبل دول البريكس، إلا أن هناك من السياسيين الجزائرين الذين اعترفوا علنا بأن الجزائر تعرضت لأكبر مهزلة في تاريخها القصير، ومن بينهم عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، وأمين عام منتدى كوالالمبور، الذي نشر تدوينة يطلب فيها وزير الخارجية الروسي لافروف الرفق بالجزائريين، بعد أن صرح قائلا “رفقا بنا يا لافروف.. لافروف يقول بأن المعايير التي أخذت في الاعتبار لدى مناقشة توسع مجموعة البريكس كانت تشمل وزن وهيبة الدولة ومواقفها في الساحة الدولية” يعني، حسب أصحابنا الروس، احنا لا وزن ولا هيبة ولا مواقف.
وفي هذا الإطار رد بعد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر على تدوينة مقري متسائلين “وين راه النيف؟” بينما قال آخرون : “وهل كان عليك أن تطالب تبون بإعطاء تفسيرات حول الأسباب التي أدت الي رفض ملف الجزائر، اما طلب الرفق من الوزير الروسي فأنت بذلك تؤكد كلامه!”.
في الحقيقة من الصعب على السياسيين في بلاد العسكر البحث عن الحلول للأزمات والجزائر أزمتها بالدرجة الأولى سياسية، في ظل نظام حكم حَوَل البلاد الى كيان لا وزن ولا هيبة له، ولا مواقف له ولا افكار له، فلا لوم على لافروف لأنه لم يقل سوى الحقيقة التي يجب أن يتقبلها الجزائريون بصدر رحب، مادامو غير قادرين على تغيير نظامهم، بل وعاجزين عن الإنعتاق من العبودية، حتى تحولوا الى أول شعب في العالم يخرج من الإحتلال الأجنبي ليدخل مباشرة تحت أحذية إحتلال عسكري.
تعليقات الزوار ( 0 )