يقول الفيلسوف اليوناني سقراط: “تكلّم حتى أراك”، وهي مقولة قصد بها “المعلم الأول” معرفة من يحاول رسم صورة وردية ومثالية عن نفسه خلافا لما هو عليه في الحقيقة، لكن و بمجرد أن يطلق العنان لعفويته، إلا وأبان عن معدنه وخصاله الحقيقية.
سياق هذه الجملة الشهيرة و الصالحة لكل زمان ومكان، هو ما صدر من ردود أفعال وتعليقات مُشينة وبذيئة عن مجموعة من مدعي النضال والشرف والمبادئ، بخصوص القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض حول الحرب في غزة.
والحديث هنا بالتحديد عن كل من حسن بناجح و خالد البكاري اللذان اعتادا التغريد خارج السرّب و تطبيق سياسة “إنّا عكسنا” تجاه التصورات العامة للمملكة و مواقفها.
والسؤال الواجب طرحه على هذين “المعتوهين” هو : ماذا قدمتما للقضية الفلسطينة حتى تتطاولوا على ما لا تفقهان فيه؟.
سنسمح لأنفسنا بالإجابة نيابة عنكما، رصيدكما من الدعم لفلسطين و غزة هو “صفر”، لا شيء.. لم تمنحاها سوى الثرثرة و الكلام السخيف سِخف منشوراتكما “المنحطة”.
فالمغرب اليوم يرحب و بكل ديمقراطية بممارسة المعارضة لأي طرف كان شريطة أن يحترم هذا الشخص أو المؤسسة (أنفسهم) أولاً، ثم المغرب و المغاربة (ثانياً)، لكن و يا للأسى أن هذين “العبيطين” ليسا في مقام المعارضين الشرفاء الذين ينتقدون انتقاداً بناءا و أخلاقياً صرفاً، غايته تصحيح الأخطاء و المساهمة في العملية السياسية.
أن ينشر خالد البكاري صورة فيها من قلة الأدب و اللاأخلاقية الشيء الكثير، و أن يكتب بناجح عبارة “الله يمسخكم”، فقط للتعبير عن عدم رضاهم على مخرجات القمة العربية يبرز بالملموس أننا فعلاً أدركنا زمن “الرويبضة” و هو الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة كما جاء في الحديث النبوي.
وإذا كان المثقف بمثابة ناقد اجتماعي، همه أن يحدِّد، ويحلِّل، ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في بلوغ مجتمع أفضل، وأكثر إنسانية و عقلانية.. فحاشى أن يكون بناجح و البكاري في خانة المثقفين و المفكرين، بالرغم من إصرارهم على انتحال صفاتهم، لأن مستوى الانحطاط الفكري و الأخلاقي لهذين “الحمقى” بلغ مستويات قياسية.
و في الأخير سنسدي نصيحة لخالد البكاري و حسن بناجح، وهي عبارة مشهورة للكاتب الأمريكي، جاكسون براون جاء فيها :
“في الخلافات، تذكر ما إن تفقد أخلاقك في التحدث والنقاش.. فقد فقدت حقوقك”.
تعليقات الزوار ( 0 )