في آخر تطور قبل انتهاء السنة الجارية فيما يتعلق بالتطورات التي شهدها مل الصحراء المغربية خلال 2023، قال وزير الشؤون الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، الذي زار المغرب الأسبوع الماضي، إن بلاده تدعم الوصول إلى تسوية مستدامة على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي لتسوية النزاع في الصحراء المغربية. وأضاف لافروف بمراكش، أن بلاده ندعم الوصول إلى تسوية مستدامة على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي ذات الصلة.
ذلك انه قبل أن نودع 2023، لابد من التوقف عند أهم ما حققه ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وما حققته الدبلوماسية المغربية من تراكمات سياسية في اتجاه الطي النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
نبدأ من أمريكا ثم إفريقيا مرورا بأوروبا، فقد حقق الملف مجموعة من المكاسب والاعترافات التي أعادت الدول المعنية تأكيدها والتشبث بها على مرأى ومسمع المنتظم الدولي الذي بدأ يقف على حقيقة هذا النزاع والأطراف المتورطة فيه، في وقت بدأ فيه الانفصال في الخفوت في ظل متغيرات إقليمية ودولية جعلت العديد من الدول تتحلى بواقعية سياسية وبجرأة دبلوماسية للخروج بموقف واضح.
ذلك أن هناك عزيمة مغربية قوية يدعمها الإجماع الذي تحظى به قضية الصحراء المغربية في صفوف كل مكونات المجتمع، فيما يتوقع أن تستمر المملكة المغربية، خلال السنة المقبلة، في استهداف حصون الانفصال من أجل قلب مواقفهم لصالحها، على غرار ما حدث مع كل من إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأخرى.
ولعل ابرز التراكمات السياسية والدبلوماسية التي حققها المغرب في علاقته بملف الصحراء المغربية، نجد أن هناك مجموعة من التحولات الإيجابية التي تصب في مصلحة المغرب، حيث كرست الرباط نجاح دبلوماسيتها في التعاطي مع هذه القضية وقلب موازين القوى لصالحها.
ويرى مراقبون أن المغرب في ظل تعنت باقي الأطراف ورفضها لمقترح الحكم الذاتي باعتباره الأساس الأكثر جدية وواقعية من أجل تسوية الخلاف بحل سياسي نهائي، فإنه أصبح على مرمى حجر من الحسم السياسي من جانب واحد لملف الوحدة الترابية ينتهي بطرد البوليساريو من كل المحافل الدولية وتصنيفها جماعة إرهابية وتطويقها قاريا ودوليا تمهيدا لاستئصالها سياسيا.
وقد أظهرت الدبلوماسية المغربية من خلال الدينامية التفاعلية المتميزة والتعامل بمبدأ الواقعية السياسية مع القضايا الثنائية والإقليمية والقضايا الكونية الأخرى متعددة الأطراف، وأنها تمتلك رؤية دقيقة وتحليلا عميقا وفهما متوازنا للوضع الجيوستراتيجي وطبيعة التوازنات الدولية في عالم يعج بالصراعات.
وكان تعاطي الدبلوماسية المغربية مع ملف الصحراء المغربية معقلنا ومتوازنا وبراغماتيا خلال 2023، حيث طورت مجموعة من الآليات الدبلوماسية، الرسمية منها والموازية، من أجل الترافع عن هذه القضية وتحقيق مجموعة من المكاسب الاستراتيجية في هذا الصدد؛ على غرار تجديد كل من واشنطن ومدريد لمواقفها علاقة بهذا النزاع المفتعل.
وخلاصة الأمر، أن السنة الحالية كانت حافلة بامتياز بالنسبة للمغرب الذي حقق خلالها مجموعة من المكتسبات الاستراتيجية، إذ وسعت من خلالها الرباط دائرة التأييد الدولي لطرحها لحل هذا النزاع، خاصة في القارة الإفريقية والأوروبية، وينتظر أن تستمر هذه الدينامية خلال 2024 التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام فقط.
تعليقات الزوار ( 0 )