-
°C
weather
+ تابعنا
Description de l’image

دلالات زيارة حموشي للإمارات.. شراكة أمنية برؤية مستقبلية

كتب في 24 سبتمبر 2024 - 5:40 م

تحمل زيارة المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في طياتها أبعادا استراتيجية تفوق مجرد تعزيز التعاون الأمني التقليدي بين البلدين، إلى تباحث سبل التعامل مع التهديدات الأمنية الحديثة.

ويجب الإشارة هنا إلى أن دولة الإمارات، بفضل حكمة قيادتها، توفقت أيضا في بناء نموذج أمني متميز ومتفرد، قائم على التخطيط والاستشراف، ومواكبة التحديات الأمنية الجديدة، والاستفادة من أحدث التكنولوجيات وآخر الابتكارات التقنية.

ففي عالم تتسارع فيه وتيرة التهديدات الأمنية، وتزداد تعقيدا بفعل التقنيات الحديثة والتحديات العابرة للحدود، ظهرت هذه المباحثات الأمنية لمسؤول أمني عبقري يدرك أن الأمن لم يعد مسألة وطنية فحسب، بل هو تشبيك دولي تتطلب التنسيق الدقيق والتخطيط المشترك.

إن المتابع لمسار عبد اللطيف حموشي يدرك جيدا أنه ليس مجرد قائد لأجهزة أمنية تقليدية، بل هو صاحب رؤية استشرافية دولية تستند إلى تطلع المستقبل وتطوير استراتيجيات أمنية مبتكرة.

فمن خلال زيارته للإمارات، يبرز اهتمام حموشي بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تلعب دورا جوهريا في إعادة صياغة مفهوم الأمن، ومواكبة التحديات الأمنية المستقبلية، والاطلاع على المشاريع الأمنية الإماراتية التي واكبت تطورات الذكاء الاصطناعي، مثل “المدينة الآمنة”.

إن عبقرية حموشي في الإدارة الأمنية تتجلى في إدراكه العميق أن الأمن لا يتحقق عبر جهود منفردة، بل هو نتيجة لتعاون متعدد الأطراف يتجاوز الحدود الوطنية لمواجهة التحديات العالمية المتنامية مثل الإرهاب والجريمة المنظمة، التي تتطور يوما بعد يوم.

لم يكن الاستثمار في التكنولوجيا وحده هو ما استحوذ على اهتمام حموشي في هذه الزيارة، بل أيضا الاستثمار في العنصر البشري من خلال إدراكه أن الكفاءات البشرية هي المحرك الأساسي لأي تطور أمني، فقام بتوقيع مذكرة تفاهم بين المعهد الملكي للشرطة وأكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية، وهي خطوة تعكس مدى حرصه على تأهيل الأطر الأمنية، وليس هذا التوجه بالجديد على حموشي، الذي لطالما سعى إلى تحديث وتطوير الأجهزة الأمنية المغربية من خلال تزويدها بأحدث المعارف والخبرات التقنية والعلمية.

إن زيارة حموشي للإمارات تحمل رسالة رمزية عميقة، حول مكانة المغرب كدولة محورية ومهمة في النظام الأمني العالمي، في عالم يشهد تغييرات جذرية على المستوى الأمني، ليتمكن المغرب من تعزيز دوره كرائد إقليمي في مكافحة الإرهاب والجريمة، وهو دور يعززه بشكل متواصل من خلال شراكات قوية مع دول مثل الإمارات، التي تتقاسم معه رؤية مشتركة للأمن والاستقرار. إذ تتجاوز عبقرية حموشي إدارة الأزمات الأمنية إلى بناء نظام أمني شامل، يستشرف المستقبل، ويعتمد على الابتكار والتعاون المتعدد الأبعاد، ففي كل مبادراته يثبت أن الإدارة الأمنية في العصر الحديث، علم وفن يتطلب الحكمة في التعامل مع المستقبل، والتخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات المتزايدة.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .