شيّعت مدينة أصيلة، اليوم الأحد 2 مارس 2025، جثمان الوزير والدبلوماسي الأسبق محمد بنعيسى، الذي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث شهدت مراسم التشييع حضورًا واسعًا ضم وزراء حاليين وسابقين، إلى جانب يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعدد من المنتخبين والمقربين وأصدقاء الراحل. وقد أقيمت صلاة الجنازة بالمسجد الكبير بأصيلة، ثم نُقل الجثمان إلى مقبرة الزاوية العيساوية، وسط حضور شعبي ورسمي كبير.
- محمد بنعيسى: مسيرة حافلة بالعطاء السياسي والثقافي
وُلد محمد بنعيسى عام 1937 بمدينة أصيلة، ويُعتبر من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة واضحة على المشهد الثقافي والدبلوماسي المغربي. بدأ مسيرته المهنية في منظمة الأمم المتحدة، حيث شغل منصب مستشار للاتصال في منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” بروما.
عاد بنعيسى إلى المغرب سنة 1977، وانتُخب نائبًا برلمانيًا، ثم عمدةً لمدينة أصيلة سنة 1984، وهو المنصب الذي حافظ عليه حتى 2010.
في 1985، تقلد مسؤولية وزارة الثقافة، حيث ساهم في تطوير الفنون وصيانة التراث المغربي، وفي سنة 1993، عُيّن سفيرًا للمغرب لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
تولى محمد بنعيسى وزارة الخارجية سنة 1999، واحتفظ بها في عهد الملكين الراحل الحسن الثاني والحالي محمد السادس حتى سنة 2007.
- إسهامات ثقافية ودبلوماسية بارزة
عُرف الراحل بدفاعه القوي عن المصالح العليا للمملكة المغربية وتعزيز حضورها الدبلوماسي عالميًا، كما ارتبط اسمه بموسم أصيلة الثقافي، الذي أصبح واحدًا من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي وإفريقيا، وحصل بنعيسى على عدة جوائز وتكريمات، أبرزها:
– وسام الصليب الأعظم لجوقة الشرف سنة 1999.
– دكتور فخري من جامعة مينيسوتا سنة 2007.
– جائزة بطرس غالي سنة 2022 تقديرًا لجهوده في خدمة السلام وحقوق الإنسان.
- حزن عميق على رحيل أحد رجالات الدولة البارزين
ترك رحيل محمد بنعيسى أثرًا بالغًا في الأوساط السياسية والثقافية داخل المغرب وخارجه، ليُسدل الستار على مسيرة رجل دولة ساهم بشكل كبير في رسم ملامح المغرب الحديث.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تعليقات الزوار ( 0 )