في محاولة لمعالجة واحدة من أبرز مظاهر الهشاشة الحضرية، أطلقت مدينة طنجة صفقة جديدة لتجهيز مراحيض عمومية ذاتية التنظيف في عدد من المواقع الحيوية، وذلك في إطار رؤية تهدف إلى تحسين شروط النظافة وتعزيز جودة الفضاء العام.
وتبلغ الكلفة التقديرية لهذا المشروع الطموح نحو 15.5 مليون درهم، وسط آمال بأن يشكل نقلة نوعية في البنية التحتية للخدمات الحضرية، خاصة في المجالات التي طالما اشتكى فيها المواطنون والزوار من غياب مرافق أساسية تحفظ الكرامة وتكرّس حق الولوج إلى المدينة في وجه الجميع.
وتعيد هذه الخطوة إلى الواجهة تجارب سابقة لمراحيض “ذكية” كانت قد ركبت في مناطق كـ”بوخالف” و”بلاص موزار”، لكنها سرعان ما توقفت عن العمل دون تفسير رسمي، ما أثار موجة من الانتقادات بشأن غياب المتابعة والجدية في تدبير هذا الملف الحساس.
ورغم الطابع التقني الذي يطبع المشروع، لا يزال الغموض يلفّ الجوانب المتعلقة بالتسيير والصيانة، وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى استعداد المدينة لضمان استمرارية الخدمة وجودتها، دون السقوط في فخ المشاريع المعطلة أو التي لا تُعمر طويلاً.
ويرى فاعلون مدنيون أن للصفقة أبعاداً رمزية تتجاوز الجانب الخدمي، باعتبارها تعبيراً عن طموح طنجة في ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية واستثمارية تحترم كرامة مرتاديها، مشددين على ضرورة مواكبة المشروع بخطة تواصل شفافة، وتدبير فعال، وضمانات واضحة لولوجية عادلة لا تكرر أخطاء الماضي.
طنجة اليوم على موعد مع اختبار جديد.. فهل تنجح في استرداد ثقة المواطن عبر تفاصيل صغيرة، لكنها تعني الكثير؟
تعليقات الزوار ( 0 )