-
°C
weather
+ تابعنا
Description de l’image

فاطمة سعدي تكتب صفحة جديدة في تمثيلية المرأة الريفية داخل البرلمان المغربي

كتب في 6 مايو 2025 - 7:20 م

في خطوة اعتُبرت مؤشراً على تطور حضور النساء في الحياة السياسية، التحقت القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة سعدي، بعضوية مجلس المستشارين، لتصبح أول امرأة من إقليم الحسيمة تصل إلى الغرفة الثانية للبرلمان، خلفاً للراحل محمد بن عيسى، وزير الخارجية الأسبق، الذي وافته المنية في فبراير الماضي عن سن ناهز 88 عاماً.

وجاء تنصيب سعدي عقب قرار المحكمة الدستورية القاضي بإعلان شغور المقعد البرلماني للراحل بن عيسى، وتطبيقًا للمادة 91 من القانون التنظيمي لمجلس المستشارين، التي تنص على تعويض النائب المتوفى بأول مرشح غير منتخب في اللائحة الأصلية، وهو ما خول لفاطمة سعدي شغل هذا المقعد لكونها التالية في لائحة حزب الأصالة والمعاصرة خلال انتخابات أكتوبر 2021.

  • من الجماعة إلى البرلمان: مسار قيادي نسائي متميز

فاطمة سعدي ليست اسماً جديداً على الساحة السياسية الوطنية، فقد راكمت تجربة سياسية طويلة، خاصة على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة. فقد شغلت رئاسة المجلس الجماعي للحسيمة بين 2015 و2021، كما كانت نائبة برلمانية عن الإقليم خلال الولاية التشريعية 2016-2021، لتُسجل اسمها كأول امرأة تمثل الحسيمة في مجلس النواب.

داخل “الجرار”، سعدي تعتبر من الأسماء البارزة، حيث تقلدت منصب نائبة الأمين العام للحزب خلال فترة قيادة عبد اللطيف وهبي، وهي حالياً عضوة في القيادة الجماعية للأمانة العامة، فضلاً عن انتخابها مرتين في المكتب السياسي، وعضويتها السابقة بالمكتب الوطني للحزب في صيغته التأسيسية.

  • صوت نسائي ريفي في فضاء تشريعي تقليدي

التحاق سعدي بمجلس المستشارين يرسخ حضور المرأة الريفية في المشهد التشريعي المغربي، في منطقة لطالما طُبعت بضعف تمثيلية النساء داخل المؤسسات المنتخبة. وتعكس هذه الخطوة الحاجة الملحة إلى مزيد من التوازن بين الجنسين في التمثيل السياسي.

كما أن عضويتها في اللجنة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، تُضيف إلى رصيدها مساراً في قضايا مرتبطة بحقوق الأفراد في العصر الرقمي، ما يعكس اتساع أفقها السياسي وتنوع مجالات اشتغالها.

  • استحقاق قانوني ومسؤولية سياسية

مصدر من داخل حزب الأصالة والمعاصرة أكد أن التحاق سعدي بالغرفة الثانية يأتي في إطار المساطر القانونية الجاري بها العمل، معتبراً أن الأمر يندرج ضمن “تفعيل تلقائي للائحة الحزبية بعد شغور المقعد”.

ومن المرتقب أن تلتحق سعدي بأشغال اللجان البرلمانية خلال الدورة التشريعية الحالية، في سياق يتسم بتنامي النقاش حول تمثيلية الأقاليم الشمالية، وضرورة تفعيل مبدأ المناصفة، وتجديد النخب السياسية بوجوه نسائية مؤهلة.

فصعود فاطمة سعدي إلى مجلس المستشارين، لا يقتصر على تعويض تقني لشغور برلماني، بل تتجاوز ذلك نحو إعادة تشكيل صورة المرأة الريفية في الفضاء السياسي المغربي، والدفع في اتجاه تمثيلية أوسع وأكثر عدلاً للنساء في دوائر القرار الوطني.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .