-
°C
weather
+ تابعنا
Description de l’image

زيارة حموشي لأكادير تُفعل حملة أمنية واسعة تُسقط “المشرملين” وتعيد الطمأنينة لجهة سوس ماسة

كتب في 8 مايو 2025 - 3:50 م

لم تُمهل السلطات الأمنية أصحاب ظاهرة “التشرميل” بجهة سوس ماسة الوقت الكافي للتمدد أو الانتشار، بعدما أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني، عقب زيارة المدير العام عبد اللطيف حموشي إلى مدينة أكادير، حملة أمنية صارمة استهدفت أوكار الجريمة ومظاهر الانحراف التي أرّقت ساكنة الجهة.

فور انطلاق الحملة، تم تسجيل تراجع ملحوظ في الأنشطة المرتبطة بهذه الظاهرة، التي روّجت لها بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إعادة نشر مقاطع عنيفة تهدف إلى زرع الخوف في نفوس المواطنين. غير أن هذا الزخم الرقمي تلاشى تدريجياً أمام مشهد أمني متماسك أعاد إلى الشوارع السوسية شعوراً بالأمان والاستقرار.

  • شباب في مهب الفراغ والادمان

تجلّت خطورة الظاهرة في تورط قاصرين وشباب في مقتبل العمر، جرّهم الهدر المدرسي والبطالة نحو براثن الإدمان، قبل أن يتحولوا إلى أدوات رعب يتجولون في الأزقة حاملين أسلحة بيضاء، ويعتدون على المواطنين بقصد السرقة أو الاستعراض.

ورغم ذلك، فإن المقاربة الأمنية لم تكن وحدها كافية لفهم الظاهرة، إذ تشير المعطيات الاجتماعية إلى أن ما يغذّي “التشرميل” أعمق من غياب الأمن، ويتعلق بغياب الأمان النفسي والاجتماعي، وانسداد الآفاق أمام فئات عريضة من الشباب الذين لم يجدوا في فضاءات المدرسة أو سوق الشغل ما يقيهم الانحراف.

وساهمت تطبيقات مثل “فيسبوك” و”تيك توك” في تقديم مشاهد مستفزة لشباب يتباهون بأسلحتهم وغنائمهم من أعمال السرقة، في مشهد صادم يعكس اختلالات متعددة في النسيج التربوي والاجتماعي.

  • حملة استباقية شاملة وتدخلات نوعية

الحملة التي أشرف عليها عبد اللطيف حموشي شكلت رداً حازماً على تلك الانزلاقات، حيث كثفت المصالح الأمنية من حضورها الميداني في مختلف مدن وأحياء الجهة، مستعملة معدات وآليات متطورة، ما جعل حمل السلاح الأبيض في الفضاء العام مغامرة مكلفة، أعادت التفكير في كلفة الانحراف لدى بعض المتورطين.

وانتقلت الحملة من محاصرة مظاهر “التشرميل” إلى تجفيف منابع الجريمة، مع التركيز على النقاط السوداء التي ينشط فيها مروجو المخدرات بمختلف أنواعها، من “القرقوبي” إلى “الحشيش” و”البوفا”، في محاولة للحد من تأثير هذه المواد على العقول الشابة.

  • تفوق ميداني وإعلامي

على مستوى الفضاء الرقمي، غزت مقاطع الفيديو التي توثق تدخلات الأمن منصات التواصل الاجتماعي، متفوقة على فيديوهات “المشرملين” أنفسهم، ومحدثة تحولاً في الرأي العام المحلي، حيث أبدى كثيرون دعمهم للصرامة الأمنية عبر تعليقات مثل “العز”، في إشارة إلى تثمين التدخلات الحازمة التي استعانت أحيانا بالسلاح الوظيفي في مواجهة عناصر شديدة الخطورة.

وبينما تراجعت مشاهد الرعب، تصدرت صور رجال الأمن مشاهد الثقة، وانتعشت معها آمال المواطنين في استعادة الأمن العام، وهو ما عبّرت عنه تدوينات ومشاركات إلكترونية رأت في ما بعد زيارة حموشي مرحلة جديدة من الحزم في مواجهة الجريمة والانحراف.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .