احتضن مركز دار الشباب بجماعة الرواضي، مساء الأحد 11 ماي 2025، ندوة علمية نظمتها جمعية أنيري للتواصل الثقافي بمناسبة شهر التراث، تحت عنوان: “إبقوين: التراث الثقافي ورهان التنمية – السياحة نموذجا”، وذلك بمشاركة ثلة من الأكاديميين والباحثين في مجالات اللسانيات، النوع الاجتماعي، ودراسات التراث، يمثلون جامعات وطنية ومؤسسات بحثية من ضمنها جامعة عبد المالك السعدي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وسعى اللقاء إلى تسليط الضوء على غنى الموروث الثقافي لقبيلة إبقوين، من خلال مقاربات علمية قاربت قضايا الفخار التقليدي، التراث المعماري، والاحتفالات الشعبية، في علاقتها برهانات التنمية المحلية والسياحة المستدامة داخل المنتزه الوطني للحسيمة، الذي يحتضن العديد من المواقع التاريخية والثقافية.
وأكد المتدخلون أن حفظ وتثمين التراث المادي واللامادي للمنطقة يشكل مدخلاً أساسياً لتحقيق تنمية مندمجة، داعين إلى إشراك مختلف الفاعلين، من جماعات ترابية ومجتمع مدني ومستثمرين، في جهود الترويج للمؤهلات التراثية من خلال تطوير بنيات الاستقبال السياحي، وتشجيع الصناعات التقليدية المحلية مثل صناعة الفخار والدوم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح نور الدين أحروش، عضو جمعية أنيري، أن الندوة تندرج في إطار فعاليات شهر التراث الممتد من 18 أبريل إلى 18 ماي، وهي مناسبة للتعريف بمواقع تاريخية بارزة في قبيلة إبقوين، مثل مدينة بادس ومسجد أدوز الذي يعود إلى القرن السادس الميلادي، إضافة إلى التقاليد الشفوية من حكايات وأزجال أمازيغية (إزران) تمثل مكوناً أساسياً من الهوية الثقافية للمنطقة.
وخلصت أشغال اللقاء إلى مجموعة من التوصيات، من بينها ضرورة وضع إطار قانوني لحماية المآثر التاريخية، وتحفيز البحث الأكاديمي حول تراث قبيلة إبقوين، إلى جانب التفكير في آليات مبتكرة لتسويق التراث محلياً ودولياً، عبر المعارض والمهرجانات والمبادرات الثقافية الموجهة للسياحة القروية والبيئية.
وتعد قبيلة إبقوين (بقيوة) من أعرق قبائل الريف، وتمتد على مساحة شاسعة بمحاذاة المنتزه الوطني للحسيمة، حيث تزخر بمواقع أثرية وشواطئ صخرية متميزة كشاطئ مرسى أوشرقي، ثيقيت، وذاوسارت، ما يمنحها مؤهلات سياحية وثقافية واعدة.
تعليقات الزوار ( 0 )