-
°C
weather
+ تابعنا

احتجاج مأساوي يهز الجزائر.. الناشط فوزي زقوط يُضرم النار في جسده أمام وزارة العدل

كتب في 1 يونيو 2025 - 10:06 م

في حادثة مؤلمة ومثيرة للجدل، أقدم صباح اليوم الأحد 1 يونيو 2025، الناشط الجمعوي فوزي عبد القادر زقوط على إضرام النار في جسده أمام مقر وزارة العدل وسط العاصمة الجزائرية، في خطوة احتجاجية قصوى قال إنها جاءت نتيجة “ظلم قضائي استمر لسنوات”، بحسب ما وثقه بنفسه عبر بث مباشر على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك.

زقوط، المعروف محلياً بمساهماته في العمل الإنساني والاجتماعي، خاصة خلال فترة جائحة كوفيد-19، كان قد عبّر في تدوينات متكررة عن تعرضه لما وصفه بـ”المضايقات القضائية” من طرف أحد القضاة بمحكمة فرندة بولاية تيارت، مشيراً إلى تهديده بالسجن على خلفية أنشطته التطوعية.

وظهر الناشط في تسجيل مباشر وهو يسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده قبل أن يشعل النار بنفسه أمام أنظار المارة، في مشهد صادم خلّف حالة من الذهول الواسع وسط المتابعين وداخل الرأي العام المحلي، خاصة بعد أن سبق وأن أعلن بشكل صريح نيته الانتحار احتجاجاً على ما اعتبره “تلفيقاً متعمداً لتهم كيدية”.

الحادثة تسببت في موجة تفاعل قوية من قبل نشطاء وإعلاميين وشخصيات سياسية، طالبوا على إثرها بفتح تحقيق نزيه وشامل في ملابسات القضية، ومساءلة الجهات المعنية عن سبب عدم التحرك لمنع الواقعة، رغم التحذيرات التي أطلقها الشاب علناً قبل إقدامه على الفعل.

كما أثار الحادث نقاشاً عميقاً حول واقع العدالة وفعالية مؤسسات التظلم والوساطة الاجتماعية، وطرح تساؤلات جوهرية بشأن كيفية تعامل المؤسسات مع حالات الانهيار النفسي واليأس الاجتماعي، خاصة في ظل ما يُوصف بتزايد شعور بعض المواطنين بالهشاشة القانونية والغياب المؤسسي للاستماع والاحتواء.

وتشير شهادات متابعين لنشاط زقوط إلى أنه كان شخصية فاعلة في محيطه، حيث شارك في مبادرات دعم المحتاجين وتنظيم حملات تضامنية خلال الأزمات، غير أن مسيرته شهدت، خلال الأعوام الأخيرة، سلسلة من المتابعات القضائية التي لم تُكشف تفاصيلها رسمياً، لكنه كان يؤكد باستمرار أنها مدفوعة بدوافع انتقامية وتصفية حسابات شخصية.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .