تعقد اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال مساء اليوم اجتماعها الدوري في ظرفية سياسية دقيقة، تتسم باقتراب الاستحقاقات الانتخابية وتراكم عدد من الملفات ذات الطابع الاستراتيجي والتنظيمي، ما يمنح الاجتماع طابعاً خاصاً قد يحمل إشارات واضحة بشأن توجهات الحزب في المرحلة المقبلة.
وسيهيمن ملف الانتخابات المقبلة على جدول الأعمال، وسط تأكيد متجدد على ضرورة تعبئة قواعد الحزب وضمان مشاركة انتخابية واسعة، بالنظر إلى أن نسبة الإقبال ستشكل معياراً حاسماً في إضفاء الشرعية على الحكومة القادمة، ومدى قدرتها على الدفاع عن المصالح العليا للمملكة، وفي مقدمتها الوحدة الترابية.
كما ينتظر أن تشكل القضية الوطنية محوراً أساسياً للنقاش، خاصة في ظل المكتسبات التي راكمتها الدبلوماسية المغربية خلال الأشهر الماضية، وعلى رأسها المواقف الإيجابية الصادرة عن الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، إلى جانب دعم متزايد من دول أمريكا اللاتينية، خصوصاً بنما، لمبادرة الحكم الذاتي. وهي مكاسب يُرتقب أن يُوظفها الحزب في خطابه السياسي لحشد الدعم الشعبي، خاصة في معاقله الانتخابية التقليدية بالأقاليم الجنوبية.
وعلى مستوى التعبئة الميدانية، يُنتظر أن تصدر اللجنة التنفيذية توصية قوية تحث المنتخبين، برلمانيين ومحليين، على تكثيف التواصل مع المواطنين، وتعزيز الحضور الميداني، في سياق يفرض الانفتاح أكثر من أي وقت مضى على قضايا الشارع وتطلعاته.
في المقابل، لا يُستبعد أن تطفو الخلافات الداخلية على سطح النقاش، وفي مقدمتها النزاع القائم بين القيادية السابقة رفيعة المنصوري، ورئيس الفريق البرلماني الأسبق نور الدين مضيان، والذي بات يُقلق قيادة الحزب مع اقتراب موعد الانتخابات. وتسعى القيادة إلى تطويق هذا التوتر المتصاعد، لا سيما في ظل اقتراب موعد الجلسة الأولى لمحاكمة مضيان في 25 من الشهر الجاري، وتعقّد الوضع بعد تمدد الخلاف إلى العلاقة بين تيار مضيان وتيار رجل الأعمال محمد سعود.
ويبدو أن الحزب مطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بإعادة ترتيب صفوفه الداخلية، وتحويل لحظة التحضير للانتخابات إلى فرصة لتوحيد الرؤية والخطاب، ضماناً لحضور سياسي وازن في معركة انتخابية يُنتظر أن تكون حاسمة في رسم معالم الخارطة السياسية المقبلة.
تعليقات الزوار ( 0 )