أكد سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، حكيم حجوي، أن القرار 2797، الذي اعتمده مؤخرا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية، يمثل “تقدما دبلوماسيا يجسد الرؤية بعيدة المدى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وكتب السيد حجوي في مقال نشرته صحيفة “ديلي تلغراف”، إحدى الصحف البارزة في المملكة المتحدة، أن “هذا التقدم الدبلوماسي يعكس الرؤية بعيدة المدى لجلالة الملك محمد السادس”.
وأشار إلى أن هذا القرار التاريخي يأتي قبل أيام قليلة من الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تلك الملحمة التي شهدت مشاركة 350 ألف مواطن مغربي غير مسلح ساروا سلميا نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة تأكيدا على وحدة المغرب.
وأضاف أن “هذه المسيرة، السلمية والحازمة في آن واحد، لا تزال تشكل مكونا أساسيا من هوية المغرب المعاصر”، مبرزا أن “المسيرة الخضراء تبقى بعد نصف قرن تعبيرا حيا عن وحدة الشعب المغربي، ورمزا يواصل بث روح الثقة والتلاحم عبر الأجيال”.
ولفت السفير إلى أنه، بفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، انخرط المغرب في مسار تحول شامل بأقاليمه الجنوبية، حيث أضحت هذه الأقاليم نموذجا للنمو المستدام.
وقال في هذا الصدد: “كانت هذه الأقاليم في السابق معزولة وضعيفة التنمية، لكنها تحتضن اليوم مشاريع بنية تحتية كبرى ومبادرات واعدة في مجال الطاقات المتجددة”، مستشهدا بميناء الداخلة الأطلسي، “المشروع الرائد الذي سيربط قريبا الأسواق الإفريقية الصاعدة بنظيراتها في أوروبا والأمريكتين، مما يجعل من المغرب جسرا بين القارات”.
وأوضح السيد حجوي أن هذا التحول لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يشمل أيضا تعزيز المشاركة الديمقراطية في الأقاليم الجنوبية، مذكرا بأن نسبة المشاركة في الانتخابات لسنة 2021 تجاوزت 66 في المائة، وهي من أعلى المعدلات على الصعيد الوطني، ما يشكل “أبلغ دليل على الثقة، من خلال مواطنين يختارون مستقبلهم ضمن الإطار الديمقراطي المغربي”.
وأبرز أن المغرب يقدم، في عالم يسوده الاضطراب، “نموذجا نادرا للاستقرار والقيادة الرشيدة، القائمة على القناعة والرؤية المشتركة للتقدم”.
وفي ما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، أكد السفير أن هذه العلاقات، التي تمتد لأكثر من ثمانية قرون، شهدت هذه السنة منعطفا حاسما، من خلال الدعم الذي عبرت عنه الحكومة البريطانية في فاتح يونيو الماضي لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، باعتباره “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع”.
وشدد على أن قرار الحكومة البريطانية “يتجاوز مجرد توافق دبلوماسي، إذ يعكس قناعة مشتركة بأن التقدم يولد من التقاء المبادئ بالبراغماتية”، مضيفا أن دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي يؤكد أيضا مبدأ أساسيا في سياستها الخارجية، وهو أن “الشراكة مع الدول المستقرة والمنخرطة في مسار الإصلاح تعد عاملا أساسيا في تعزيز السلم والازدهار في عالم يسوده عدم اليقين”.
وفي هذا السياق، أشار السيد حجوي إلى أن القرار 2797 لمجلس الأمن، الذي حظي بدعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وعدد من الشركاء الدوليين، يكرس “إجماعا واسعا مفاده أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يشكل السبيل الأكثر واقعية نحو سلام دائم”.
واختتم السفير المغربي مقاله بالتأكيد على أن الرؤية المشتركة التي جددها المغرب والمملكة المتحدة في يونيو الماضي، تقوم على تعاون متين في القطاعات الإستراتيجية وتنمية مستدامة لكلا المملكتين، قائلا: “اليوم، وبعد قرون من الصداقة، يجدد بلدانا أكثر من أي وقت مضى التزامهما المشترك بالنمو المستدام والأمن المعزز في عالم مضطرب”.


تعليقات الزوار ( 0 )