احتضنت عمالة إقليم الحسيمة، صباح اليوم الأربعاء 12 نونبر 2025، لقاءً تشاورياً موسعاً ترأسه السيد فؤاد حاجي، عامل الإقليم، خصص للتداول حول الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية، بحضور رئيس المجلس الإقليمي، والكاتب العام للعمالة، ونائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبين، وممثلي فعاليات المجتمع المدني.
واستهل اللقاء بتلاوة آياتٍ بيناتٍ من الذكر الحكيم، في جو من الخشوع والوقار، تلاها على مسامع الحاضرين المقرئ بوجمعة الغالي، إيذاناً بانطلاق أشغال هذا الموعد التشاوري الهام الذي يندرج في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بإطلاق جيل جديد من البرامج التنموية المندمجة.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد السيد العامل على أن هذا اللقاء يأتي في إطار التفعيل الميداني للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى بلورة رؤية تنموية جديدة ترتكز على الشمولية والاندماج، وتستهدف الإنسان في صلب العملية التنموية. وأبرز أن المرحلة الراهنة تتطلب إرساء مقاربة عملية قادرة على ضمان العدالة المجالية والاجتماعية وتحقيق أثر ملموس على حياة المواطنين.
وأوضح المسؤول الترابي أن الجيل الجديد من البرامج التنموية يروم إعطاء دفعة قوية لمجالات التشغيل والتعليم والصحة، مع اعتماد تدبير استباقي ومستدام للموارد المائية، وإطلاق مشاريع مهيكلة للتأهيل الترابي الشامل، مؤكداً أن إنجاح هذا الورش الاستراتيجي يستوجب تعبئة جماعية وانخراطاً فعلياً لجميع الفاعلين المحليين.

وفي هذا السياق، أشاد السيد العامل بالمجهودات الجبارة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، في سبيل ترسيخ نموذج تنموي مغربي متفرد قوامه العدالة الاجتماعية والمجالية، وتكافؤ الفرص بين مختلف ربوع المملكة. وأكد أن المشاريع الملكية المهيكلة التي شملت مختلف جهات المغرب، بما فيها جهة طنجة تطوان الحسيمة، تشكل خير دليل على الرؤية المتبصرة لجلالته لبناء مغرب متوازن، متضامن ومزدهر، يضع المواطن في قلب السياسات العمومية.
وأكد في معرض كلمته، أن المرحلة المقبلة ستقوم على روح العمل الجماعي والتعاون المشترك بين مختلف الفاعلين المحليين، مبرزاً أنه لن يكون هناك أي تهميش أو إقصاء لأي طرف أو مكون من مكونات الإقليم، لأن الهدف الأساس، كما شدد، هو خدمة المصلحة العامة والنهوض بإقليم الحسيمة.

وأضاف أن هذا البرنامج التنموي لا يحسب لشخص أو جهة بعينها، بل هو مشروع جماعي لإقليم بأكمله، مشددا انه سنعمل جميعاً — سلطات، منتخبين، ومجتمع مدني — كفريق واحد متكامل لتحقيق الأهداف المنشودة في إطار من الانسجام والتعبئة الشاملة.
من جهته، قدم السيد الكاتب العام لعمالة الإقليم عرضاً مفصلاً حول مرتكزات البرنامج الجديد، تطرق فيه إلى الأهداف الكبرى والمنهجية المعتمدة في إعداده، والتي تقوم على التشخيص الترابي الدقيق وتنسيق جهود مختلف المؤسسات والمصالح المعنية، فضلاً عن آليات التتبع والتقييم لضمان نجاعة التدخلات وقياس أثرها الميداني.

وفي كلمة الأستاذة جهان الخطابي، نائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عبرت عن تثمينها الكبير لهذا اللقاء التشاوري، موجهة أصدق عبارات الترحيب بالسيد فؤاد الحجي بمناسبة تعيينه عاملاً على إقليم الحسيمة، ومتمنية له كامل التوفيق والسداد في مهامه الجديدة. وأكدت أن هذه المرحلة يجب أن تشكل، بإذن الله، نفساً جديداً للتنمية المحلية، مبنية على القرب من المواطنين والتفاعل الإيجابي مع تطلعاتهم. كما قدمت مجموعة من المقترحات العملية لتسريع التنمية بالإقليم، من ضمنها دعم الاستثمار المحلي، وتقوية البنيات الصحية والتعليمية، وتثمين المؤهلات السياحية والبيئية.

وفي كلمة بالمناسبة، عبر السيد إسماعيل الرايس، رئيس المجلس الإقليمي للحسيمة، عن تهانيه للعامل الجديد، مؤكداً استعداد المجلس للانخراط الفعلي والمساهمة في إنجاح هذا الورش الطموح. وأبرز أن الإقليم يتوفر على مؤهلات طبيعية وبشرية واعدة، داعياً إلى مواصلة الاستثمار في قطاعات التعليم والصحة والتشغيل، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية.

وشهد اللقاء مداخلات متعددة للحاضرين، عبر من خلالها رؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبو الجماعات الترابية، وممثلو المجتمع المدني عن ارتياحهم لانطلاق هذا الورش التشاوري، مؤكدين على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية حقيقية تضع المواطن في صلب التخطيط التنموي.
وقد ركزت أغلب التدخلات على أهمية تعزيز البنيات التحتية الطرقية والاقتصادية، وتحسين الخدمات الاجتماعية، لاسيما في مجالات التعليم والصحة والتشغيل، مع الدعوة إلى تثمين الموارد الطبيعية والسياحية التي يزخر بها الإقليم. كما أجمع المتدخلون على أهمية إشراك الشباب والنساء في بلورة المشاريع المستقبلية، وتبني رؤية تنموية منفتحة تواكب التحولات الوطنية والجهوية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
واختتم اللقاء في أجواء إيجابية طبعتها روح التعاون والانخراط الجماعي، مع التأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الإنجاز والتنفيذ الميداني، في ظل التوجيهات الملكية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وبفضل تعبئة مختلف المتدخلين خدمةً لمصلحة ساكنة الإقليم والوطن عامة.



تعليقات الزوار ( 0 )