مرة أخرى يخرج الانفصالي علي أعراس المدان في قضايا الإرهاب ببيان متخم بالافتراء، يعتقد أنه قادر كل مرة على إعادة كتابة سيرته السوداء بقلم الضحية، وتحويل جرائمه إلى رواية إنسانية واتهاماته إلى محاكمة أخلاقية.
لكن ما كتبه هذه المرة لم يكن بيانا، بل صرخة عجز من شخص لم يبق لديه شيء يقدمه سوى إعادة تدوير أكاذيب انتهت صلاحيتها منذ مدة.!
أولا، وقبل الخوض في أي تفاصيل، يجب التذكير بأن أعراس لم يُعتقل بسبب رأي سياسي، ولا بسبب نشاط حقوقي، بل بسبب ملفات إرهابية أدانته فيها محاكم أوروبية ومغربية بعد جلسات علنية وبحضور مراقبين ومحامين. هذه أحكام قضائية، لا رأي إعلامي ولا مؤامرة كما يحب أن يردد. وبالتالي، كل محاولة لتقديمه كمناضل ليست سوى تزوير للتاريخ.
ثانيا، من يقرأ بيانه يظن أن أعراس يقدم وثائق أو أدلة، بينما هو يكرر فقط خطابا محفوظا لطالما سقط أمام القضاء الأوروبي نفسه.
الطريف أن الرجل يتحدث عن حضور شخصي للحموشي أثناء التعذيب، كأنه يروي مشهدا من فيلم رخيص، بينما لا توجد أي هيئة قضائية أو منظمة دولية أثبتت ادعاءه. بل إن عددا من المنظمات التي تبنته سابقا تراجعت عن دعمه بسبب تناقضاته. هذا ليس دفاعا عن أحد، بل احتراما للعقل.
ثالثا، لماذا الآن؟ لأن إسبانيا وشخصيات أوروبية بارزة توشح عبد اللطيف حموشي بأرفع الأوسمة وتتحدث علنا عن نجاح التعاون الأمني مع المغرب. وماذا يعني ذلك؟ يعني أن الرواية التي حاول أعراس وأشباهه بيعها للخارج انهارت، وأن المؤسسات الأوروبية اختارت الحقيقة بدل الدعاية. فجاء بيانه ليسأل وزير الداخلية الإسباني عن معنى “الإرهاب”. والجواب واضح: الإرهاب ليس من يحمي الأبرياء… الإرهاب هو أنت يا أعراس.
رابعا، هناك حقائق لا يمكن تزويرها:
- عبد اللطيف الحموشي يحظى بثقة وطنية ودولية، ويوشح لأنه أفشل العمليات الإرهابية قبل وقوعها.
- علي أعراس مدان في قضايا إرهاب، ويحاول منذ خروجه من السجن تبييض تاريخه بأي ثمن.
الفرق ليس سياسيا ولا حقوقيا… الفرق بين من يحمي الناس وبين من عرضهم للخطر.
خامسا، البيان الحقيقي ليس ما كتبه أعراس… بل ما حكم به القضاء. فكل ما جاء في بيانه هو إعادة بناء خطاب الضحية بدل الاعتراف بالمسؤولية.
لكن الحقيقة ثابتة: لا وثيقة، لا شهادة، لا حكم قضائي، لا هيئة مستقلة دعمت روايته ضد المغرب أو ضد المسؤولين الذين يتهمهم. وكل ما يملكه هو رغبة مستمرة في صناعة بطولة وهمية تحوله من إرهابي إلى بطل محروم من الاعتراف.
بيان أعراس ليس موقفا حقوقيا، بل مرثية شخصية كتبها رجل لم يتقبل لحد الآن أن تاريخه الإرهابي أصبح معروفا، وأن العالم لم يعد يشتري رواياته.
أما المغرب، فمؤسساته الأمنية مستمرة في عملها، وتعاونها الدولي يتقوى، وقادتها يحظون باحترام خصوم الإرهاب الحقيقيين… لا خصوم متخيلين في بيانات على فيسبوك.


تعليقات الزوار ( 0 )