نظم المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات مؤتمره الدولي في نسخته الثالثة بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي وجمعية القوة الافريقية FASED وذلك أيام 22/23/24 ابريل 2019 بتطوان حول موضوع ” قضايا الوحدة والاستقرار والتنمية في محيط المغرب الدولي: الطموحات وآليات الاشتغال.
انطلقت أشغال المؤتمر بمقر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي يوم 22 ابريل على الساعة الرابعة مساء بكلمة افتتاحية القاها السيد رئيس الجامعة نوه من خلالها بأهمية موضوع المؤتمر ونوعيته وظروف انعقاده ورحب بالضيوف الذين جاءوا من حوالي أكثر من ثلاثين جنسية من دول القارة تلتها كلمة ترحيبية للسيد رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات وكلمة عمدة مدينتين من دولة الكوديفوار اللذين عبرا عن سعادتهما لزيارة المغرب وانبهارهما من ما حققه المغرب بالمقارنة مع بلدان القارة، كما تناول الكلمة السيد النقيب السابق لهيئة تطوان تطرق فيها الة أهمية اللقاء وأبعاده المختلفة ثم تناول الكلمة ثلاث طلبة باحثين من جنسيات افريقية نوهوا بالفرصة التي أتيحت لهم للمشاركة في أشغال المؤتمر وأعلنوا عن رغبتهم في الاشتغال والتعاون مع المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات وكل الهيئات المدنية والأكاديمية المغربية لإنجاح الانتقال الافريقي، وتم الاعلان عن تأسيس البرلمان الثقافي الافريقي كمؤسسة موازية تهدف الى العمل على ادماج المجتمعات الافريقية وتخطي الصراعات الاثنية وصيانة لغة وهوية بلدان القارة وكرامة المواطن الافريقي.
وفي اليوم الثاني استمرت أشغال المؤتمر بقاعة الندوات بفندق بريستيج بمداخلات للسادة الاساتذة المشاركين كما تم تسطيره في البرنامج والذين تناولوا الموضوع من مختلف الزوايا لامست كلها أهمية الوحدة والاستقرار الذين يعتبران مرتكزين مغربيين أساسيين لأية تنمية تريدها الشعوب والدول الافريقية كما أكد الاساتذة المتدخلين على أن التنمية تنبثق من مبادرة الشعوب وارادة حكومات الدول في النهوض بالرأسمال البشري وأن المغرب يدافع عن قضايا القارة على المستوى الدولي ومن خلال التعاون جنوب – جنوب، كما أشارت المداخلات الى بعض المشاكل التي تعاني منها دول الساحل والصحراء والتي تتطلب مجهودات كبيرة للحد منها ولاسيما الهجرة والتطرف العنيف والارهاب والصراعات الاثنية وأزمة الحدود والاتجار في البشر اضافة الى أزمة نهوض تنموي.
وفي اليوم الثالث استمرت أشغال المؤتمر بنفس القاعة بفندق بريستيج وتوالت مداخلات السادة الأساتذة المشاركين التي قاربت الموضوع على المستوى الفكري والواقعي معتبرين أن الأزمة هي أزمة ديمقراطية وأزمة عدالة أمنية في بلدان القارة الافريقية، كما نبه المتدخلون الى طبيعة المخاطر التي تهدد الشعوب التي ينقصها الاندماج الذي يتحقق بالوعي وبالتواصل والتعاون المتعدد الأوجه، وعلى هامش هذا اليوم الحافل بالمشاركات الغزيرة والعميقة تم تنظيم ورش للتواصل بين رئيس مجموعة الجماعات الترابية تيزران بشفشاون وممثل عن رئيس المجلس الاقليمي لعمالة المضيق- الفنيدق من جهة وعشرة عمداء من دولة الكوديفوار تباحثوا فيما بينهم عن سبل إبرام اتفاقيات الشراكة بين الجماعات الترابية للبلدين والتوأمة بين المدن بهدف نقل الخبرة المغربية والنموذج المغربي في مجالات عدة وتم الاتفاق مبدئيا على الشراكات في حين بقيت الصيغة النهائية متعلقة بتدارسها من قبل مجالس جماعات الاطراف بغية التوصل الى صيغة تحكمها علاقة رابح – رابح، وان التواصل سيتم الكترونيا حول الصيغة النهائية التي ستتطلب زيارة أخرى لتوقيعها بشكل رسمي في المملكة المغربية.
هذا وتم انهاء مداخلات السادة الاساتذة والاكاديميين والباحثين الذين رفعوا عدة توصيات وعلى الساعة الثامنة مساء كما جاء ذلك في التقرير الختامي الذي تضمن أهم التوصيات على الشكل التالي:
- اعتبار (البرلمان الثقافي الافريقي) آلية لحماية وصون الموروث الثقافي لشعوب القارة واعتبار المعطى الثقافي مرتكزا لتعزيز ارتباط المواطن الافريقي بتاريخه وثقافته وهويته ووطنيته التي لا تقبل المساس.
- التأكيد على الوحدة الترابية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية من بين الشروط الحتمية لتحقيق تنمية البلدان الافريقية، وانهاء أزمة الحدود باتت مسألة ضرورية بين مختلف الدول لكون ذلك من موروث الاستعمار وينبغي انهاؤه ضمن وحدة القارة الحالية.
- اعتبار الارهاب والتطرف العنيف من أولويات عمل الدول الافريقية للحفاظ على استقرارها لاسيما دول الساحل والصحراء وضرورة تكثيف التعاون الأمني الاستباقي وتمشيط صحراء جنوب الدول المغاربية والتنبيه الى خطر اختراق الإرهابيين بجنسيات مموهة لمختلف الدول تحت يافطة الهجرة أو السياحة أو التجارة …الخ.
- اعتبار التنمية ورشا متنوعا ومفتوحا ينبغي المساهمة فيه من طرف كل الدول الافريقية وفق برامج دقيقة وشاملة تساهم فيها كل دولة بحسب قدرتها وتتوزع بينها فقراتها بحسب الاولوية لدى كل منها.
- ضرورة التفكير في اعلام افريقي (أفريك نيوز) لتغطية تخومها ونقل مشاكلها اعلاميا حتى يتسنى للرأي العام الافريقي ان يتداول قضاياه بسهولة وطرح الحلول المناسبة لها.
- ضرورة التفكير في جامعة افريقية تكون كفيلة بتكوين الأطر اللازمة لكل دولة افريقية بحسب حاجاتها في المجالات المهمة والحيوية وذات الأولوية .
- ضرورة التفكير في مشروعي المبادرة الأفريقية للتنمية البشرية و افريقيا الخضراء عن طريق عملية دعم المشاريع وعملية فلاحية قمينة بمحاربة المجاعة والهجرة والبطالة.
- ربط أزمة التنمية بأزمة الديمقراطية وأزمة التفكير وأزمة المعرفة.
وتم بعد ذلك توزيع الشواهد على المشاركين ثم اختتم المؤتمر أشغاله برفع برقية الولاء الى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
عن المنسق العام للمؤتمر ورئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات
الدكتور أحمد درداري
تعليقات الزوار ( 0 )