في إطار الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي في نسخته السادسة والأربعين، اختارت المدينة أن تراهن من جديد على الإبداع الطفولي والشبابي، عبر سلسلة من الورشات الفنية والمشاغل الأدبية التي تهدف إلى صقل المواهب وتغذية الشغف بالفنون والكتابة لدى الناشئة.
هذه المبادرة تنظمها جمعية “زيلي آرت” بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – وبتنسيق مع مؤسسة منتدى أصيلة، وتشمل أربع ورشات رئيسية تتمحور حول “بناء الشخصية وإدارة الممثل”، و”رحلة في عالم المسرح من الأسطورة إلى الخشبة”، و”المسرح والفضاء”، إضافة إلى ورشة خاصة بالتنمية الذاتية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت خلود البطيوي، رئيسة الجمعية، أن الورشات موجهة لتمكين الأطفال واليافعين، خاصة من أبناء المدينة، من أدوات التعبير المسرحي وتقنيات البناء الذاتي، مؤكدة أن الإقبال الكبير الذي شهدته هذه الورشات يعكس تعطش الشباب والنساء للفن والمعرفة.
وأوضحت البطيوي، التي عايشت تجربة موسم أصيلة منذ طفولتها، أن الورش تركز على مفاهيم الانضباط والتوازن النفسي والقدرة على الإنصات، وهي مهارات تتجاوز الخشبة إلى الحياة اليومية. وأضافت أن الورش الفنية تُواكب مسار المشاركين الدراسي وتُعزز فرصهم في متابعة تكوين أكاديمي فني مستقبلاً.
من جهتها، شددت الفنانة والمؤطرة فاطمة بوجو، خلال إشرافها على ورشة التنمية الذاتية، على أهمية هذه المبادرة في تمكين النساء من تقنيات إدارة التوتر وتحقيق التوازن النفسي، معتبرة أن “امرأة متوازنة تعني أسرة مستقرة”، في تأكيد على البُعد الاجتماعي للمبادرة.
أما مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، الذي يشرف عليه الكاتب مصطفى البعليش، فكان مناسبة لتحفيز الأطفال على تأليف نصوص مستوحاة من جداريات أصيلة، حيث اختيرت أربعة نصوص لنشرها في مجلة “أسد” المتخصصة في أدب الطفل. ولفت البعليش إلى أن ثلاثة أطفال ممن استفادوا من المشغل في دورات سابقة حصلوا على جوائز وطنية، ما يؤكد نجاح هذا الرهان الثقافي.
ومن بين المستفيدين من الورش، عبّر اليافعان فردوس ومحمد طه عن تقديرهما لما تعلموه من تقنيات عززت ثقتهما بالنفس وقدرتهما على التحكم في الانفعالات، مؤكدين أن هذه التجربة ستظل حاضرة في مسارهما الإبداعي.
هكذا تواصل أصيلة تشكيل جيل جديد من المبدعين، مؤمنة أن الاستثمار في الطفولة هو التأسيس الحقيقي لمستقبل ثقافي متجدد.


تعليقات الزوار ( 0 )