تواصل الوضعية المائية بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة إبراز واقعٍ متباين بين السدود، بعدما بلغت حقينتها الإجمالية 870,4 مليون متر مكعب إلى غاية الاثنين 24 نونبر، وفق آخر تحديث صدر عن منصة “الما ديالنا” التابعة لوزارة التجهيز والماء. وتُمثل هذه الكمية معدل ملء يناهز 45,5 في المائة من السعة الإجمالية للتخزين، ما يعكس استمرار الضغوط المناخية وقلة التساقطات في عدد من المناطق.
ويُعد سد واد المخازن بإقليم العرائش، المؤشر الأكثر إيجابية في الجهة، بعدما احتفظ بمخزون مائي مهم بلغ 493,2 مليون متر مكعب، بنسبة ملء قاربت 73 في المائة، ليواصل موقعه كأكبر خزان مائي شمال المملكة.
في المقابل، يُظهر سد دار خروفة، الواقع في الإقليم نفسه، وضعية مقلقة إذ لم تتجاوز نسبة ملئه 13 في المائة، بما يعادل 62,5 مليون متر مكعب فقط.
وبعمالة طنجة–أصيلة، يسجل سد “9 أبريل 1947” مستوى تعبئة ضعيفاً لا يتجاوز 50 مليون متر مكعب (16 في المائة)، فيما تراجعت حقينة سد ابن بطوطة إلى 6,07 مليون متر مكعب، بنسبة ملء لا تتعدى 20 في المائة.
أما بإقليم تطوان، فتبدو الصورة أكثر إيجابية؛ إذ ارتفعت نسبة ملء سد الشريف الإدريسي إلى 84 في المائة (99 مليون متر مكعب)، يليه سد النخلة بنسبة 63 في المائة، ثم سد الخروب بـ52 في المائة، بينما حافظ سد سمير بالمضيق–الفنيدق على نسبة 61 في المائة بما مجموعه 24 مليون متر مكعب.
وفي إقليم الفحص–أنجرة، سجل سد مولاي الحسن بن المهدي مخزوناً يقدر بـ8,2 مليون متر مكعب (35 في المائة)، مقابل 12,4 مليون متر مكعب لسد طنجة المتوسط بنسبة ملء تصل إلى 56 في المائة.
وإقليم شفشاون بدوره بصم على مؤشرات مطمئنة، بعدما بلغ سد شفشاون نسبة ملء مهمة وصلت 84 في المائة (10,3 مليون متر مكعب). بينما بقي الوضع صعباً بإقليم الحسيمة، حيث لا تتجاوز نسبة ملء سد عبد الكريم الخطابي 10 في المائة (1,2 مليون متر مكعب)، وسد جمعة 13 في المائة فقط (0,7 مليون متر مكعب).
وعلى المستوى الوطني، تبرز الأرقام صورة أكثر تعقيداً، إذ لم تتجاوز الحقينة الإجمالية للسدود الكبرى 5229 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء تصل إلى 31,2 في المائة فقط، في ظل استمرار تأثيرات الجفاف وتوالي سنوات من التساقطات الضعيفة.
وتعكس هذه الأرقام، وفق مراقبين، الحاجة الملحّة لتعزيز تدبير الموارد المائية، والاعتماد على حلول مستدامة لضمان الأمن المائي للمملكة في ظل التحديات المناخية المتصاعدة.
تعليقات الزوار ( 0 )