يعد مشروع “مدينة محمد السادس طنجة تك”، الذي تم التوقيع على اتفاقية إنجازه يوم أمس الاثنين، بتوفير 90 ألف منصب شغل لفائدة أبناء مناطق جهة طنجة تطوان، من أصل 100 ألف من مناصب الشغل التي سيتيحها هذا المشروع الذي يشكل حلقة أخرى من حلقات المشاريع العملاقة التي تشهدها الجهة، منذ اعتلاء الملك محمد السادس للعرش صيف العام 1999.
وهذه هي المرة الأولى، التي يتلقى فيها شباب المنطقة، وعدا مباشرا من جهات مسؤولة رفيعة في البلاد، بالسهر على ضمان حقهم في التكوين والتأهيل للاستفادة من مناصب الشغل التي يوفرها مشروع عملاق من حجم “مدينة محمد السادس طنجة تك”، بعد أن ظل سكان الجهة وفعالياتها الجمعوية، على مدى سنوات طويلة، يتحدثون عن حالة حيف وإقصاء يطالان شباب المنطقة من ولوج مناصب الشغل التي توفرها المشاريع الكبرى مثل ميناء طنجة المتوسط ومصنع “رونو”.
وهكذا أكد “لي بياو” الرئيس المدير العام لمجموعة “هايطي” الصينية التي ستشرف على إنجاز هذا المشروع العملاق، خلال مراسيم توقيع الاتفاقية بين يدي الملك محمد السادس، أن المشروع سيشكل “قطب اقتصادي بوسعه إحداث 100 ألف منصب شغل، من بينها 90 ألف منصب شغل على الأقل ستؤول إلى ساكنة منطقة طنجة.”
من جهته، اعتبر رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، خلال نفس المناسبة، أن إحداث هذه المدينة الاقتصادية “سيمكن من إحداث آلاف مناصب الشغل، ونقل التكنولوجيات الدقيقة، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، مع جعل الجهة أرضية اقتصادية من مستوى قاري ودولي.”.
وأبرز العماري، أن مناصب الشغل التي سيتم خلقها من خلال هذا المشروع “ستعطى اولوية الاستفادة منها ومن برامج التكوين التي تستلزمها، اقاليم الجهة التي تشكو من ارتفاع في نسبة البطالة.”.
وتعليقا حول هذا الموضوع، يرى الفاعل الجمعوي عدنان المعز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية، أن مشروع “مدينة محمد السادس طنجة تك”، يعتبر استكمالا للإصلاحات التي عرفتها طنجة وسيشكل منصة حقيقية لتشغيل أبناء المنطقة بتوفير الآلاف من مناصب الشغل الذي ظل الشباب خاصة ينادون به.
وبعد أن سجل من خلال حديث لصحيفة طنجة 24 الرقمية، إشادته بالرعاية الملكية التي تحظى بها المنطقة الشمالية، ذكر عدنان المعز، أنه “بفضل هذه الرعاية الملكية السامية استفادت طنجة من مشروع طنجة الكبرى والذي صحح الأخطاء القاتلة في البنية التحتية والمرافق والخدمات العمومية”.
وعلى نفس المنوال، حسب الفاعل الجمعوي، فإن مشروع “مدينة محمد السادس طنجة تك”، يعتبر تصحيحا لوضع طالما ظل الفاعلون الجمعويون غير راضين عنه، موضحا أن منطقة طنجة عرفت استثمارات مهمة لم تنعكس إيجابا على ساكنة المنطقة ، اليوم ومع التنصيص على استفادة سكان الجهة والمنطقة من 90 في المائة من مناصب الشغل ، سيشكل ثورة حقيقية على المقاربات السابقة وخطوة عملاقة اتجاه ساكنة المنطقة “.
وشدد رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية، على “أن توفير 90 من مناصب الشغل للمنطقة والجهة سيكون له تأثير جد ايجابي على ساكنة المنطقة ، حيث ستنتزعها من التهميش والإقصاء الذي عرفته في السابق”.
وستقام “مدينة محمد السادس طنجة- تيك” على مساحة 2000 هكتار، وبناء على التصميم الأولي، سيمتد البناء على فترة 10 سنوات تنتهي بإحداث مدينة دولية ذكية جديدة، تدمج المعطى الإيكولوجي، والسكن، والصناعة، وحيوية الابتكار، باستثمار إجمالي قدره مليار دولار.
تعليقات الزوار ( 0 )