-
°C
+ تابعنا

افتتاحية.. بقلم: أمين نشاط

الرئيسية كُتّاب وآراء إيران وحزب الله وقضية الصحراء

إيران وحزب الله وقضية الصحراء

كتبه كتب في 4 يناير 2021 - 12:04 م

فجأة خرج حسن نصر الله قائد حركة حزب الله الشيعية الموالية لإيران، والمؤمنة بولاية الفقيه والإمامة للمرشد الأعلى للدولة الإيرانية، برأسه من قناة الميادين التي سبق للوزير أمكراز أن خرج فيها بتصريحات غريبة بدعوى مخاطبته لجمهور لا يعرفنا، فجاءه الرد من بعد أيام مباشرة من تنظيم لا يتحدث باسمه بل باسم إيران في المنطقة، فعندما يدلي حسن نصر الله بتصريح وموقف ما من دولة عربية أو شأن داخلي لأية دولة فهو يكون يتحدث باسم الدولة الإيرانية ولا يتحدث باسمه، لأن حزب الله ما هو إلا صوت إيران وصداها التوسعي الشيعي في المنطقة العربية ككل.

زعيم حزب الله خرج ليعلق على قرار فتح عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، وقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المغرب على كامل أراضيه، من خلال المرسوم الرئاسي الذي أصدره ووقعه الرئيس الأمريكي ترامب، وهما قراران سياديان للمغرب يهمان الدولة والشعب المغربيين وقواه الحية الوطنية، ولا يهمان في شيء لا حزب الله ولا غيره من التنظيمات الدينية الإسلامية المختلفة التي ظلت تستغل القضية الفلسطينية للحشد الشعبي الداخلي والخارجي، وللاستقطاب التنظيمي.

حزب الله و من ورائه إيران لم يقدما يوما موقفا داعما للمغرب في حربه السياسية مع خصومه لاستكمال وحدته الترابية، بل إيران وحزب الله سبقا لهما أن تورطا مع البوليساريو في بناء الخنادق، في تدريب وتسليح عناصر مليشيات البوليساريو من خلال الملحق الثقافي الإيراني بالجزائر السابق، الذي فضحه المغرب وفضح دوره التخريبي في المنطقة عموما والمستهدف للمغرب في وحدته الترابية على الخصوص، وكان السبب في سحبه من الجزائر بعد أن كشف المغرب دوره في تدريب مليشيات الجبهة، وكشف كل المؤامرات التي ظل يقوم بها مستهدفا من ورائها المغرب، نسي حسن الله ومن وراءه إيران أن المغرب كان وما زال مستعصيا عليهما وأحبط محاولاتهما في اختراق المنطقة وتحويل المخيمات إلى خلفية عسكرية، يتمركز فيها الحرس الثوري لتخريب شمال إفريقيا والاستقواء على شعوبها كما فعلت بالعراق وسوريا اللتين حاولت تحويلهما إلى ملحقات إيرانية، وكانت مليشيات حزب الله هي الأداة التي بواسطتها اقتحمت هذه البلدان عسكريا.

حزب الله وإيران اللذان لم يقدما غير الشعارات والخطب للوفاء، يريدان استغلال هذا الحدث للمزايدة على المغرب… لنطرح السؤال مباشرة: ما الذي آلمك يا حسن نصر الله في أن يوقع رئيس الحكومة المغربي لاتفاق باسم بلده عاد بنقع سياسي كبير على المغرب؟!

كيف لحسن نصر الله أن يتحدث ويتَوجه باسم الحركة الإسلامية في البلدان العربية للعدالة والتنمية المغربي ولرئيس حكومة دولة أخرى، وهو يعلم أن حركته شيعية ولاءها الأول والأخير لإيران، لا تؤمن بالوطن، تنهج سياسة ابتلاع الدولة الوطنية ومؤسساتها كما فعل للأسف بلبنان، ويريد لباقي التنظيمات التي لها مرجعية إسلامية وإن كانت مختلفة جذريا عنهم، مذهبيا وسياسيا أن يكونوا تابعين له؟؟

بأي منطق يوجه خطابه للعدالة والتنمية الحزب المغربي، الذي لا تجمعه بحزب الله أية روابط لا تاريخية ومذهبية ولا حتى تنظيمية إن تحدثنا بمنطق الانتماء للإخوان المسلمين؟!

حزب الله ومن ورائه إيران يريدان استغلال المناسبة للظهور بمظهر الناطق باسم الاسلام والمسلمين في المنطقة، وباسم القدس وأكثر ما يزعجهم ليس توقيع رئيس الحكومة للاتفاق، بل رئاسة إمارة المؤمنين للجنة القدس لأنها تعكس سلطة رمزية روحية على القدس وكل المقدسات الدينية بها ولأنها بذلك تزاحم ولاية الفقيه وتقدم معنى حضاريا للإسلام، عكس ما ظلت ترمز إليه ولاية الفقيه من تدمير للدول واستباحة شعوبها والتوسع بمنطق استعماري ديني وثقافي، إن هذه المفاضلة هي أكثر ما يزعج ويقلق إيران وحزب الله اللذين لم يتوانيا معا في محاولة اختراق المنطقة عن طريق البوليساريو، وفي محاولة اختراق المغرب مذهبيا بما يعنيه ذلك من الولاء لولاية الفقيه بإيران على حساب الولاء للدولة الوطنية.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .