يوجد بين المغرب وموريتانيا مصالح مشتركة مهمة اذا تم تقويتها يمنكن تجاوز كل عوامل التأثير السلبي على المستقبل المشترك. وعلى الجارة الموريتانية التفاعل الايجابي واختيار التوجه الذي يخدم المصالح العليا لدولة موريتانيا، وتحديد اولوية الاولويات. فاذا توفرت لديها ارادة البحث عن الاستفادة من التنمية الاقتصادية ضمن مجموعة دول غرب افريقيا وتقوية العلاقات التجارية والتعاون العسكري مع المغرب، عليها ان تعلم ان المصالح المشتركة بين البلدين تقوم على دعم مقترح المملكة المغربية المتمثل الحكم الذاتي في الصحراء المغربية والذي يحظى بدعم دولي كبير.
وعليه فقد اعطى جلالة الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية تعليماته، للفريق الأول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية ، لترأس وفد عسكري هام، مشترك مع قائد الأركان العامة للجيوش بالجمهورية الإسلامية الموريتانية ، الأربعاء 1 اكتوبر 2023 بنواكشوط، وعقد الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية.
وقد جاء في بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن هذا الاجتماع ، الرابع من نوعه، يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري الثنائي في مختلف مجالات التكوينات والتدريبات المشتركة.
وأضاف المصدر أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية أشاد، خلال هذا الاجتماع، بجودة التعاون المغربي الموريتاني وحصيلته الإيجابية في مجال الأمن والدفاع، مشددا على ضرورة تعزيز تبادل التجارب والخبرات بين القوات المسلحة في البلدين ووضع استراتيجية، لإرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة ومواجهة المخاطر الامنية المتزايدة بسبب وجود تهديدات ارهابية متنوعة.
ويمثل الاجتماع فرصة حقيقية للطرفين للبرمجة المشتركة للأنشطة برسم سنة 2024 واستحضار التحديات المستقبلية خصوصا وان التعاون العسكري بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية تؤطره مذكرة التفاهم التي تم بمقتضاها إحداث اللجنة العسكرية المختلطة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الدفاع.
طبعا بحكم تقارب بين البلدين و العمل المشترك الذي تترجمه اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بعدما توقفت العلاقات لمدة 9 سنوات مما اثر على حجم المبادلات التجارية، فان الشريط الاطلسي يتيح لبلدين ايضا بحكم موقعهما الجغرافي فرصا جيواستراتيجية قارية وعالمية يمكن استغلالها لتقوية الشراكات مع دول غرب افريقيا والدول الكبرى.
ان التباين احيانا في المواقف بين البلدين حول قضايا إقليمية خصوصا ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، يجب ان ينتهي، والتفرغ لبناء قدرات الدولتين والتوجه نحو الاستثمار في إفريقيا جنوب الصحراء هو التوجه الحقيقي الذي ينفع البلدين معا. كم ان الجارة موريتانيا يمكنها أن تستغل الفرص المتاحة امامها وتنال حقها من الاستثمارات المغربية سواء في في المجال التكنولوجي أو البنكي أو البنيات التحتية، لاسيما وأنها دولة جارة، و تربطها علاقات قديمة مع المغرب.
ولتحقيق تعاون حقيقي بين البلدين الجارين، يجب على موريتانيا الخروج من الحياد الذي يميل كل مرة لكفة الجزائر على حساب اضرار المغرب، بل ان وضع الخيار الاستراتيجي كأولوية مشتركة بنوع من الواقعية والمصلحة المشتركة للبلدين هو الحل، والابتعاد عن التعامل مع البوليساريو هو السبيل لمواجهة التحديات الحقيقية، ولتعزيز علاقات التعاون والشراكة مع المغرب في عدة مجالات. وكل هذا لن يتحقق ولن يعطي نتائج ما لم تقطع موريتانيا مع تأييد الانفصال الذي ينتج الاعمال الارهابية ويهدد الاستقرار بالمنطقة ويمس بالوحدة الترابية للمغرب، مما يجب معه ايقاف كل اشكال التعاون مع الجبهة الانفصالية الارهابية البوليساريو.
ويعتبر التعاون العسكري توجها صحيحا و حقيقيا لحماية الدولتين من التهديدات عبر تقوية القدرات الدفاعية والخبرات العسكرية والامنية المشتركة.
الدكتور احمد درداري
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات
تعليقات الزوار ( 0 )